سمحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع لضرب عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن في الصراع بين أوكرانيا وروسيا، وفقًا لما قاله مسؤولان أمريكيان ومصدر مطلع لوكالة رويترز.
وقالت المصادر إن أوكرانيا تخطط لتنفيذ أولى هجماتها بعيدة المدى في الأيام المقبلة، دون الكشف عن تفاصيل بسبب مخاوف أمنية تشغيلية.
وتأتي هذه الخطوة قبل شهرين من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل، وبعد أشهر من المناشدات التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسماح للجيش الأوكراني باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب أهداف عسكرية روسية بعيدًا عن حدودها.
يأتي هذا التغيير إلى حد كبير ردًا على نشر روسيا قوات برية من كوريا الشمالية لتكملة قواتها، وهو التطور الذي أثار القلق في واشنطن وكييف، وفقًا لمسؤول أمريكي ومصدر مطلع على القرار.
رد روسيا على قرارات بايدن
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد قال في سبتمبر الماضي، إن الموافقة الغربية على مثل هذه الخطوة تعني “التدخل المباشر من جانب دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب في أوكرانيا” لأن البنية التحتية العسكرية وأفراد حلف شمال الأطلسي سيتعين عليهم المشاركة في تحديد الأهداف وإطلاق الصواريخ.
وقال فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، إن قرار واشنطن السماح لكييف بضرب عمق روسيا قد يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”.
وقال أندريه كليشاس، العضو البارز في مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي: “قرر الغرب مستوى من التصعيد قد يؤدي إلى تدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح”.
ومن المرجح أن يتم تنفيذ الضربات العميقة الأولى لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS، التي يصل مداها إلى 306 كيلومترات، وفقًا للمصادر.
في حين أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن تشككهم في أن السماح بضربات بعيدة المدى من شأنه أن يغير مسار الحرب بشكل عام، فإن القرار قد يساعد أوكرانيا في وقت تحقق فيه القوات الروسية مكاسب، وربما يضع كييف في موقف تفاوضي أفضل عندما تحدث محادثات وقف إطلاق النار.
هل يتراجع ترامب عن هذا القرار؟
لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيتراجع عن قرار بايدن عندما يتولى منصبه، ولطالما انتقد ترامب حجم المساعدات المالية والعسكرية الأمريكية لأوكرانيا وتعهد بإنهاء الحرب بسرعة، دون أن يوضح كيف.
ولم يستجب المتحدث باسم ترامب على الفور لطلب التعليق، لكن أحد أقرب مستشاري ترامب في السياسة الخارجية، ريتشارد جرينيل، انتقد القرار.
وحث بعض الجمهوريين في الكونجرس بايدن على تخفيف القواعد التي تحدد كيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة.
منذ فوز ترامب في الخامس من نوفمبر الماضي، قال كبار المسؤولين في إدارة بايدن مرارًا وتكرارًا إنهم سيستخدمون الوقت المتبقي لضمان قدرة أوكرانيا على القتال بشكل فعال العام المقبل أو التفاوض على السلام مع روسيا من “موقع قوة”.