اقتصاد

نيوم تتعاون مع عمالقة التصميم لبناء «ذا لاين».. ما نعرفه عن الشركاء الجدد

مدينة ذا لاين

 

أعلنت «نيوم» اليوم عن إبرام شراكات استراتيجية مع ثلاثة من أبرز الأسماء العالمية في مجال الهندسة والتصميم، وهم مكتب «ديلوغان مايسل للخدمات المعمارية DMAA» وشركة «جينسلر» الأمريكية، وشركة «موت ماكدونالد» البريطانية، وذلك لتطوير المرحلة الأولى من مدينة «ذا لاين»، وهي المدينة الطموحة التي تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المدن الحضرية.

رؤية نيوم للمستقبل

تسعى «نيوم» إلى بناء مدينة صديقة للبيئة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وتقدم حلولًا إبداعية لمواجهة تحديات الحياة الحضرية الحديثة.

وصُممت مدينة «ذا لاين» لتكون بيئة حضرية متكاملة، تجمع بين الحياة المدنية والطبيعة، إذ تخلو من الشوارع والسيارات، مما يخلق تجربة عيش غير مسبوقة على الصعيد العالمي، وقال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة نيوم، في بيان سابق عن المشروع إن «ذا لاين» تمثل رؤية جديدة لمستقبل المدن، مضيفًا “عند إطلاقنا «ذا لاين»، وعدنا بإعادة تعريف مفهوم التنمية الحضرية، وها نحن اليوم نضع خطوات ثابتة نحو تحقيق هذه الرؤية».

تبلغ مساحة المدينة نحو 34 كيلومترًا مربعًا، وتمتد على طول 170 كيلومترًا بارتفاع 500 متر، حيث ستكون قادرة على استيعاب نحو تسعة ملايين نسمة، وهو ما يُعدّ إنجازًا هندسيًا لم يسبق له مثيل.

ويشير الأمير محمد بن سلمان إلى أن المدينة ستوفر للسكان إمكانية الوصول إلى جميع المرافق في غضون خمس دقائق فقط، ما يقلل من الحاجة إلى التنقل ويعزز جودة الحياة. كذلك، تم تصميم المدينة بالكامل لتعمل بطاقة متجددة بنسبة 100%، ما يضع الصحة والرفاهية البشرية في طليعة الأولويات.

الشراكات العالمية ودورها في تطوير المشروع

ولتقديم رؤية متكاملة لهذا المشروع الطموح، أبرمت نيوم شراكات مع شركات عالمية ذات خبرة عالية، إذ يقوم مكتب «ديلوغان مايسل» النمساوي، الذي تأسس عام 1993 في فيينا، بدور رئيسي في تصميم البنية الحضرية للمرحلة الأولى من المدينة.

ويشتهر المكتب بابتكاراته المعمارية التي تتحدى الأساليب التقليدية وتلبي الاحتياجات الاجتماعية والثقافية، ومن أبرز أعماله متحف بورشه في شتوتغارت ومتحف الأفلام EYE في أمستردام، ومن خلال هذا التعاون، يسعى المكتب إلى تطبيق تصميم يعتمد على «الانعدام الجاذبي»، مما يعني توزيع مكونات المدينة بشكل رأسي، ويتيح للسكان الانتقال عبر طبقاتها المختلفة بحرية وسلاسة.

أما شركة «جينسلر»، التي تأسست عام 1965 وتُعتبر واحدة من كبرى شركات التصميم في العالم، فتتولى مهمة الإشراف على عمليات تخطيط المدينة وإدارة استخدامها الحضري. كما تقدم خدمات متعلقة بالحوكمة والسياسات التنظيمية، وهي مسؤولة عن تصميم الأصول والمرافق الحيوية للبنية التحتية، مثل مراكز النقل والمرافق العامة. وتهدف «جينسلر» إلى توحيد الإبداع والبحث لحل المشكلات المعقدة، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا في تحقيق التوجهات الحضرية المعاصرة في «ذا لاين».

فيما تأسست شركة «موت ماكدونالد» البريطانية في عام 1989 وتعمل في 150 دولة، وتلتزم بدورها بتطوير البنى التحتية الأساسية للمشروع وضمان كفاءة تشغيلها واستدامتها. وتوفر الشركة خبرتها العريقة في إدارة المشاريع الضخمة لضمان تشغيل المدينة بكفاءة، واستغلال التكنولوجيا لتعزيز الاستدامة وتحقيق التوازن بين التطور الحضري وحماية البيئة.

تطلعات المستقبل

تشهد المرحلة الأولى من تطوير مدينة «ذا لاين» تسارعًا كبيرًا في أعمال البناء، حيث تُنفذ حاليًا أعمال صب القواعد الأساسية بمعدل يتجاوز 120 قاعدة في الأسبوع. وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها عالميًا، حيث تهدف إلى تحقيق استقرار بنية المدينة على المدى الطويل.

وتُعد «ذا لاين» جزءًا من رؤية 2030 التي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي، حيث قال ولي العهد، إن “مشروع نيوم هو أحد المشاريع المهمة في رؤيتنا لمستقبلٍ أفضل، وسيكون ملاذًا للحالمين بالابتكار”. وتهدف نيوم إلى تقديم نموذج عالمي يُعيد تصور مدن المستقبل عبر تكنولوجيا البناء المتقدمة. فقد صُممت المدينة رقميًا باستخدام تقنيات متطورة، وتم تخصيص فرق من نخبة المعماريين العالميين الذين يعملون جنبًا إلى جنب مع فرق نيوم لتحقيق هذه الرؤية.

بين الطبيعة والتكنولوجيا

تضع «ذا لاين» في قلب تصميمها رؤية للمدينة المنسجمة مع الطبيعة، حيث يكسو واجهتيها الخارجية أسطح زجاجية عاكسة تُضفي مظهرًا فريدًا، وتندمج مع التضاريس الطبيعية، بينما توفر المساحات الداخلية تجربة تفاعلية مدهشة للسكان. ويتنقل السكان داخل المدينة بحرية في جميع الاتجاهات عبر مساحات عامة ومرافق ترتبط بشكلٍ مباشر بالاحتياجات اليومية، من أماكن العمل إلى المدارس والمنازل والحدائق، دون الحاجة إلى استخدام وسائل النقل التقليدية.

من المقرر أن يبدأ التخطيط المفصل للمدينة وتصميم أحيائها في أوائل عام 2025، مما يضيف مزيدًا من الزخم إلى هذا المشروع الضخم. وقد أصبح «ذا لاين» رمزًا عالميًا لمدن المستقبل، حيث لا تتعلق الرؤية فقط بالتطور العمراني، بل بتطوير نموذج بيئي اجتماعي مستدام يُشكل مرجعًا للمدن المستقبلية حول العالم.