كشف الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، عن توقعاته وآماله ومخاوفه من نتيجة الانتخابات الأمريكية المقرر عقدها غدًا الثلاثاء.
وبحسب ما أوردته شبكة CNN من مقابلة حصرية أجرتها مع الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة، فإنه يتوقع أن تفوز كامالا هاريس في السباق الرئاسي الحالي.
ويقول كلينتون أيضًا أن الاقتصاد في طريقه للانطلاق خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب القرارات التي اتخذها جو بايدن خلال ولايته، والتي سيشعر بها الشعب قريبًا.
ويرى كلينتون في هاريس “حل للمشكلات”، ويعلق الكثير من الآمال على خطتها لخفض الأسعار، إلى جانب خطتها لبناء المزيد من المساكن.
ولكن فيما يخص ترامب، فقال كلينتون إنه قلق من تأثيره على السياسة بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات.
وعندما خاض كلينتون حملته الانتخابية قبل 30 عامًا، كان يُنظر له على أنه جسر إلى القرن الحادي والعشرين، وكانت خسارة زوجته في انتخابات عام 2016 هي ما أدت إلى وصول ترامب للبيت الأبيض.
من الأفضل للرئاسة؟
يقول كلينتون في حديثه إنه فعل الكثير من الأشياء الجيدة خلال فترة ولايته كرئيس، وهذا يمنحه خبرة في معرفة الأفضل لمنصب الرئيس في وجهة نظره.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كان كلينتون يعمل لمدة 10 ساعات متواصلة، ما يعني أنه كان يمتلك جدول أعمال أكثر نشاطًا من هاريس وترامب وتيم والز وجي دي فانس أو حتى بايدن.
ويرى كلينتون أن تولي ترامب لفترة رئاسية جديدة سيكون بمثابة “مهزلة”، وأن الولايات المتحدة ربما لا تنجو من أربع سنوات أخرى من حكم ترامب.
وبغض النظر عن هوية الرئيس، توقع كلينتون أن الاقتصاد على وشك التحسن.
وقال إنه إما أن تستفيد هاريس من العمل الذي شاركت فيه – أو سيستفيد ترامب، بحكم ترشحه ضد ما تقول كلينتون إنه مجرد سنوات انتقالية صعبة.
وحدد كلينتون بعض المشكلات الاقتصادية الأبرز التي تواجه الولايات المتحدة وهي تحقيق النمو دون دفع الاقتصاد لمزيد من التضخم.
وفيما يتعلق بالجانب السياسي يرى أن هناك مشكلة أخرى عمرها أكثر من 20 عامًا وهي الصراع بين الأحزاب.
هاريس والتعلم من الأخطاء
قال الرئيس السابق إنه يشعر بالارتياح لرؤية هاريس تتحدث عن تقديم تنازلات للحكم، خصوصًا حال فوزها وتكوين مجلس شيوخ ذو أغلبية جمهورية معها.
وأضاف كلنتون أنه إذا كان الرئيس جمهوريًا فعليه أن يتعلم كيفية إبرام الصفقات مع الديمقراطيين والتي تعود بالمنفعة على الجميع وتنقل البلاد إلى مستوى أفضل.
ويرى كلينتون أن الحزب الجمهوري يمكنه أن يستجيب للكثير من القضايا المشروعة التي تدور في أذهان الناس.
ولكنه تساءل ليقول: “إذا كنت ديمقراطيًا، فإن المشكلة هي: هل تخون مبادئك التقدمية في كل مرة تبرم فيها صفقة؟”
ودعا كلينتون هاريس للاستفادة من أخطائه عندما كان رئيسًا فيما يتعلق بالتجارة وعقد الصفقات مع الجمهوريين.
حث كلينتون هاريس على التعلم من أخطائه في التجارة والصفقات الأخرى مع الجمهوريين.
وقال كلينتون إنه في حين أن الاختلافات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية حقيقية، فإن بعض الناخبين الذين يدعمون ترامب يحتاجون إلى أن يكونوا أكثر صدقًا بشأن ما يدفعهم.
الندم على الماضي
ويأتي دعم كلينتون لهاريس ضمن مقارنة يعقدها هو بنفسه بين تجربته الشخصية وتجربتها في السباق الانتخابي، وكيف يرى أنها ستحقق ما لم يتمكن منه في ولايته قبل 24 عامًا.
ويعوّل كلينتون على شعور الأمريكيين بتحسن قريب في الاقتصاد مدفوعًا بما حدث في انتخابات التجديد النصفي المدمرة للديمقراطيين في عام 1994، بعد أن أجرى تخفيضات ضخمة على تقليص الدين الوطني.
وخلال تلك الفترة، شعر الأمريكيون بتصاعد الاقتصاد في السنوات التالية.
وقال كلينتون إنه يشعر بالأسف تجاه الرئيس الحالي جو بايدن، والذي لم يتمكن من الحصول على تمويلات بخصوص مشروعات بنية تحتية كبرى مثل استبدال أنابيب الرصاص الخاص بمياه الشرب، قائلًا إن هذا يحدث بجميع الرؤساء.
وأكثر ما يؤلم كلينتون هو عدم قدرته على التوصل إلى اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى مغادرته البيت الأبيض في عام 2001.
ويشعر كلينتون بغضب شديد تجاه هذا الأمر خصوصًا منذ 7 أكتوبر 2023، الذي ربما لو كان حدث سيكون سببًا في حصوله على نوبل للسلام، والأهم هو إنقاذ العديد من الأرواح.
وقال كلينتون إنه يرى أن الولايات المتحدة بحاجة لإعادة بناء عملية السلام الأكبر بغض النظر عن هوية الرئيس، مؤكدًا أنه سيفعل ما بوسعه لإقناع الناس بأن القتل ليس سبيلًا للخروج من الأوضاع الراهنة في غزة والشرق الأوسط.
المصدر: CNN