ابتكر باحثون بريطانيون طريقة تسمح بتخزين البيانات على الزجاج، في تطور تقني مذهل يلبي تزايد الطلب على وسائل تخزين البيانات، حيث تعتمد التقنية الجديدة على الكتابة بالليزر السريع والتي يمكنها تخزين البيانات الضوئية خماسية الأبعاد، على زجاج سيليكا بشكل قرص زجاجي وبحجم القرص المضغوط.
طاقة تخزينية ضخمة
ويمكن لتلك الطريقة أن تخزن نحو 500 تيرابايت من البيانات بالقرص الصغير، ويعتقد أنها ستكون مفيدة في تخزين البيانات على المدى الطويل كالأرشيفات الوطنية، أو المتاحف، أو المكتبات، أو المؤسسات الخاصة، إذ تخزن هذه الطريقة أكثر من 100 صفحة في الثانية الواحدة.
تخزين البيانات الضوئية خماسية الأبعاد كان معروفًا في السابق، لكن كان من الصعب كتابة البيانات بسرعة وبكثافة بما يكفي لمواكبة تطبيقات العالم الحقيقي، إلا أن العلماء تغلبوا على هذه العقبة باستخدام ليزر فيمتو ثانية وهو ما مكنهم من كتابة عشرات الجيجابايت في وقت معقول.
[two-column]
زجاجة مايكروسوفت المبتكرة تعتبر ضمن مشروع “سيليكا”، الذي يستهدف تخزين البيانات بطرق مبتكرة يمكنها الصمود طويلًا وبتكلفة منخفضة
[/two-column]
تجربة مايكروسوفت
وكانت شركت مايكروسوفت قد أعلنت في وقت سابق نجاحها في تجربة لتخزين البيانات على الزجاج بتقنية يمكنها حفظ البيانات لآلاف السنين.
وبرهنت مايكروسوفت على نجاحها من خلال تعاون جمعها بشركة الإنتاج الترفيهي “وارنر برذر” لتخزين نسخة أصلية من فيلم “سوبرمان” الذي يعود تاريخ إنتاجه لعام 1987 على قطعة زجاجية بسمك لا يتجاوز 2 مليمتر وطول لا يزيد 7 سم، وذكرت “مايكروسوفت” أن قطعة الزجاج المستخدمة في التخزين قوية للغاية ويمكنها تحمل الظروف القاسية فهي صعبة الكسر وبرهنت على ذلك بوضعها في الماء المغلي من ثم في المايكرويف بالإضافة إلى محاولة خدشها بآلة حادة، ولكن القطعة الزجاجية صمدت ولم تتأثر على الإطلاق
زجاجة مايكروسوفت المبتكرة تعتبر ضمن مشروع “سيليكا”، الذي يستهدف تخزين البيانات بطرق إبداعية يمكنها الصمود طويلًا وبتكلفة منخفضة، وتعتمد التقنية على أشعة ليزر سريعة لتشكيل ما يعرف بـ “فوكسل”، وهي عبارة عن بيانات مجسمة محفورة بدقة على الرقاقة الزجاجية بحيث يمكن قراءتها لاحقًا باستخدام نظام متطور يعتمد على الذكاء الاصطناعي.