سياسة أحداث جارية

هل يستطيع الاحتلال هزيمة حزب الله بسهولة؟ هذا ما يقوله التاريخ

هل يمكن أن يتجنب الشرق الأوسط الحرب الشاملة؟

سيطرت حالة من الطوارئ على شمال الأراضي المحتلة من إسرائيل، وهو ما دفع مستشفى “زيف” لإعلان التأهب ونقل المرضى والأطفال حديثي الولادة إلى ملاجئ تحت الأرض.

ويأتي ذلك تزامنًا مع الاجتياح البري الذي شنه الاحتلال على جنوب لبنان على خلفية صراعها مع حزب الله، وهو ما يزيد المخاوف من تحوله لصراع دموي.

وبحسب مدير المستشفى، سلمان الزرقا، فإنهم كانوا في حالة حرب طوال العام الماضي، ولكن مع دخول إسرائيل للأراضي اللبنانية أصبح الموظفين على استعداد لموجة أخرى من الضحايا.

وعلى مدار الشهور الماضية -استقبل المستشفى الذي يقع عل الحدود بين الأراضي المحتلة ولبنان وسوريا – العديد من المصابين بنيران، وكان من بينهم أطفال، وفق الزرقا.

ويقول الزرقا الذي يعمل جندي احتياطي في جيش الاحتلال، إن وجود قتال على الأرض يعني عدد أكبر من الضحايا والقتلى والمصابين، وهو ما يدفعهم لأن يكونوا مستعدين.

اقتصاد الاحتلال يتكبد خسائر ضخمة والأسوأ لم يحدث بعد
تُشير بعض التقارير إلى أن اقتصاد الاحتلال يواجه تداعيات في ظل حربه مع حماس وحزب الله

حرب أكبر

بدأت إسرائيل الأسبوع الماضي حملة برية استهدفت جنوب لبنان ضد جماعة حزب الله المدعومة من إيران، وقالت إنها ستكون عملية محدودة.

ولكن ما يحدث منذ ذلك الوقت على الأرض، يُشير إلى أن الأمر قد يتحول لحرب أكبر وذات أطراف متعددة.

وبحسب المعلومات المعلنة من قبل جيش الاحتلال فإن هناك 4 فرق تقاتل على الأرض حاليًا في لبنان، ورغم أنها لم تحدد قوة تلك الفرق إلى أنه من المرجح أن تشمل كل منها بين 10 و20 ألف جندي.

وطلبت القوات الإسرائيلية من سكان حوالي ربع الأراضي اللبنانية بالمغادرة، وهو ما نتج عنه نزوح نحو 1.2 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.

ويقول الخبير الأمني ​​الدولي في الجامعة العبرية في القدس،  دانييل سوبلمان، إن الاحتلال لم يكن واضحًا منذ البداية بشأن هدفه من غزو لبنان، ولكن قال لاحقًا إنه يستهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله.

ولكن سوبلمان يقول إن هذا الهدف ليس سهل التحقيق، خصوصًا وأن البنية التحتية لحزب الله تمتد على طول الطريق إلى بيروت وحتى شمال لبنان، وهو أمر من شأنه أن يُطيل أمد الحرب لتنفيذه.

تصعيد خطير

عند مقارنة الحرب الحالية بآخر حرب شهدتها لبنان في عام 2006، ينجد أن الغزو الإسرائيلي الحالي أشد دموية.

وخلال الحرب الأخيرة سقط 1100 لبناني ونحو 170 إسرائيليًا أغلبهم من جنود الاحتلال.

وفي الحرب الحالية، قُتل أكثر من 1500 لبناني منذ 16 سبتمبر الماضي فقط، وفق إحصاء أعدته شبكة “سي إن إن”.

وانتقدت عدة منظمة دولي التصعيد الخطير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من أن تصاعد العنف لهذا المستوى قد يزيد من عدم الاستقرار.

وعلى الرغم من أن الخسائر في الجانب اللبناني أكبر، إلا أن نظيرتها لدى إسرائيل ليست ضئيلة، إذ قُتل نحو 14 جنديًا من جيش الاحتلال، بخلاف عشرات المصابين الذين يتدفقون منذ بدء الصراع.

وأعرب العديد من المراقبين عن دهشتهم من مستوى المقاومة الذي أبدته جماعة حزب الله، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أغلب قادة الجماعة وعلى رأسهم زعيمها حسن نصر الله.

وفي نفس الوقت تواصل الجماعة ضرباتها الصاروخية في العمق الإسرائيلي، والتي أحيانًا ما تفلت من أنظمة الردع الصاروخية الخاصة بالاحتلال.

ويوم الأربعاء الماضي، قُتل مستوطنان إسرائيليان عندما سقط صاروخ على بلدة كريات شمونة، وهي بلدة تقع على بعد أميال قليلة من الحدود.

هل يمكن أن يتجنب الشرق الأوسط الحرب الشاملة؟
نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي يعترض الصواريخ بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية، كما شوهد من عسقلان – الأراضي المحتلة

لمن الغلبة؟

بالحسابات يظهر أن جيش الاحتلال يتفوق على جماعة حزب الله إذ يمتلك الأسلحة المتطورة والعدد الأكبر من الجنود والحلفاء الدوليين.

ولكن في حروب الشوارع لا تعني تلك المزايا الكثير، والدليل على ذلك الحرب التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله في 2006.

ففي هذا التوقيت، كان حزب الله يواجه قوة لا يُستهان بها، ومع ذلك لم يتمكن الاحتلال من هزيمته وصمد وكان قادرًا على إرسال مئات الصواريخ على مدار 36 يومًا من الحرب.

وبعد انتهاء الحرب، استغرقت إسرائيل نحو عقدين من الزمن لإعداد نفسها للحرب الجديدة التي كان من المفترض أن تكون مع حزب الله وليس حماس.

ورغم الغارات الإسرائيلية والهجمات المستمرة منذ نحو أسبوعين على جنوب لبنان، إلا أن حزب الله لا زال قادرًا على على توجيه ضربات شرسة لإسرائيل، وذلك لأنه كان يستعد لهذه الحرب أيضًا.

ويقول سوبلمان إن التوقعات بأن فوز إسرائيل في هذه الحرب سيكون سهلًا هو أمر خاطئ، لأن حرب العصابات لا يمكن توقع خطوات سيرها.

وما يكسب حزب الله ميزة في هذه الحرب هو أن الجماعة اللبنانية تلعب على أرضها وهي أدرى بتفاصيلها، بالإضافة إلى عزمه بإلحاق أكبر الأضرار بخصمه.

من ناحية أخرى، يلعب مقاتلو حزب الله لعبة دفاعية من خلال الاحتماء في ملاجئ تحت الأرض، وفي النهاية يمكن للجنب الأضعف ن يفوز بعد أن يتسبب في خسائر متراكمة للخصم.

وقال إن هذا هو بالضبط ما حدث في عام 2006، عندما لم تتمكن إسرائيل من تحقيق نصر حاسم رغم قدراتها المتفوقة.

المصدر: CNN