أحداث جارية سياسة

أنقاض غزة.. معاناة سيمتد أثرها طويلًا

أنقاض غزة

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة الكثير من التحديات، على رأسها التواجد بمكان آمن وتوفير الغذاء والماء الصالح للشرب والوصول للخدمات الصحية.

ومع استمرار العدوان المستمر منذ عام، تزداد تبعات أزمة أخرى، تتمثل في ملايين الأطنان من الركام، التي خلفها قصف قوات الاحتلال الجوي والمدفعي ونسف المنازل والمنشآت الأخرى.

أرقام ضخمة

تقدر الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 42 مليون طن من الحطام، بما في ذلك المنشآت المحطمة التي لا تزال قائمة والمباني المسطحة بالأرض.

وقالت الأمم المتحدة إن هذا يعادل 14 ضعف كمية الأنقاض المتراكمة في غزة بين عام 2008 وبداية الحرب قبل عام، وأكثر من خمسة أضعاف الكمية التي خلفتها معركة الموصل في عامي 2016 و2017 في العراق.

وحسب الأمم المتحدة، فإنه إذا تم تكديس هذه الكمية، فإنها ستملأ الهرم الأكبر في مصر 11 مرة.

وتشير بيانات الأقمار الصناعية التابعة للأمم المتحدة إلى أن ثلثي المباني التي كانت موجودة قبل الحرب في غزة، أي أكثر من 163 ألف مبنى، تضررت أو سويت بالأرض.

دمار في غزة

تحرك أممي

نقلت وكالة أنباء “Reuters” عن 3 مسؤولين بالأمم المتحدة إن المنظمة تحاول تقديم المساعدة بينما تدرس السلطات في غزة كيفية التعامل مع الأنقاض.

وتخطط مجموعة عمل لإدارة الحطام بقيادة الأمم المتحدة لتنفيذ مشروع تجريبي مع السلطات الفلسطينية في خان يونس ومدينة دير البلح بوسط غزة للبدء في إزالة الحطام على جانب الطريق هذا الشهر.

وقال أليساندرو مراكيتش، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، والذي يشارك في رئاسة مجموعة العمل، إن “التحديات ضخمة، ولكن في الوقت نفسه، من المهم أن نبدأ الآن”.

وبعد حرب استمرت سبعة أسابيع في غزة عام 2014، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه بإزالة 3 ملايين طن من الأنقاض، أي 7% من إجمالي الركام المتواجد الآن.

وأشار مراكيتش إلى تقدير أولي غير منشور بأن إزالة عشرة ملايين طن ستكلف 280 مليون دولار، وهو ما يعني نحو 1.2 مليار دولار إذا توقفت الحرب الآن.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة الصادرة في أبريل أن إزالة الأنقاض ستستغرق 14 عامًا.

مخلفات الحرب في غزة

تبعات منتظرة

وقال مراكيتش إن الحطام يحتوي على جثث لم يتم انتشالها، يصل عددها إلى 10 آلاف وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، وقنابل غير منفجرة.

وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الركام يمثل تهديدًا للحياة.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن ما يقدر بنحو 2.3 مليون طن من الحطام قد تكون ملوثة، مستشهدًا بتقييم لمخيمات اللاجئين الثمانية في غزة، التي تعرض بعضها للقصف.

وأوضح البرنامج أن قد يطلق ألياف الأسبستوس والتي تسبب سرطان الحنجرة والمبيض والرئة عند استنشاقها.

وسجلت منظمة الصحة العالمية ما يقرب من مليون حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة في غزة خلال العام الماضي، دون أن تحدد عدد الحالات المرتبطة بالغبار.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، بسمة أكبر، إن الغبار “مصدر قلق كبير”، ويمكن أن يلوث المياه والتربة ويؤدي إلى أمراض الرئة.

ويخشى الأطباء من ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان والعيوب الخلقية بسبب تسرب المعادن في العقود المقبلة.

وقال متحدث باسم برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن لدغات الثعابين والعقارب والالتهابات الجلدية الناجمة عن ذبابة الرمل تشكل مصدر قلق.

المصادر:

وكالة Reuters