في ظل المخاوف من توسيع نطاق الصراع بين الاحتلال وحزب الله في المنطقة لحرب شاملة، يتزايد القلق بشأن تأثر أسواق النفط حال استهداف البنية التحتية للطاقة في إيران.
ودخل الاحتلال وحزب الله في مواجهة مباشرة قبل يومين، بعد هجمة شنتها طهران على الأراضي المحتلة بنحو 200 صاروخ باليستي.
وأدت تلك الضربات إلى تضرر قواعد سلاح الجو دون تأثر الطائرات، بحسب الرواية الإسرائيلية، بخلاف الخسائر في أعداد الجنود التي لم يصدر بشأنها إحصاءات دقيقة حتى الآن.
ولكن كيف يؤثر الصراع الحالي على أسواق النفط؟
بحسب ما نقلته شبكة CNBC عن محللين، فإن العقود الآجلة للنفط قد ترتفع إلى ما يزيد عن 200 دولار للبرميل، حال استهداف الاحتلال لبنية إيران التحتية للطاقة.
ويأتي ذلك وسط توقعات بأن الضربة الانتقامية التي وعدت بها إسرائيل للرد على الهجوم الإيراني، قد تستهدف البنية التحتية النفطية لها.
وستؤدي تلك الضربة إلى إعاقة نحو 4% من إمدادات النفط العالمية المسؤولة عنها إيران، أحد أعضاء في منظمة أوبك.
وقال كبير محللي السلع الأساسية في بنك SEB السويدي، بيارني شيلدروب، إن ضربة إسرائيلية على المنشآت النفطية لإيران ستخفض الصادرات بنحو 2 مليون برميل.
وأضاف أن الأزمة الأخرى ستكون مدى توافر الأمان في “مضيق هرمز”، الذي سيفرض وقوعه في منطقة الخطر مخاطر كبيرة على النفط.
ويقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، وهو ممر مائي ضيق ولكنه مهم استراتيجيًا، إذ يربط منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط بالأسواق الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
ارتفاع أسعار النفط
كانت أسعار النفط ارتفعت بالفعل بما يزيد عن 4% منذ بداية الأسبوع، وسط الترقب الذي يحيط بالمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وشهدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي التي تنتهي في ديسمبر ارتفاعًا بنحو 2% بما يعادل 75.32 دولار للبرميل، فيما استقر عقد نوفمبر الثاني لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 71.60 دولار، بارتفاع أكثر من 2.1% خلال الجلسة.
ووسط تلك التحركات في أسواق النفط، كان نتنياهو يُحذر من أن الضربة الإسرائيلية على ما وصفه “خطأ كبير” من جانب إيران ستكون قوية.
وفي المقابل أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن أي رد فعل من الاحتلال على الهجمات الإيرانية سيُقابل برد أقوى.
واعتبر شيلدروب أن رد فعل السوق مرهون بمدى قوة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير، هل سيكون ضعيفًا على غرار ما حدث في أبريل الماضي، أم سيكون أقوى باستهداف منشآت نفطية وربما نووية.
ولكن كيف يشعر سوق النفط حاليًا؟
يعيش سوق النفط في الوقت الحالي حالة من التشاؤم، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة والتي تُنذر بصراع أوسع وأطول أمدًا.
ولكن مؤسسة ومديرة الأبحاث في شركة إنيرجي أسبكتس، أمريتا سين، قالت إن التأثير على أسواق النفط ربما يكون مشابهًا لما حدث في عام 2019.
وأوضحت أنه حينما قررت السعودية خفض إنتاجها النفطي بمقدار النصف بعد هجوم بطائرات بدون طيار على منشأة نفط في بقيق، تسبب الأمر في ارتفاع حاد في أسعار النفط آنذاك.
وأشارت إلى أن هذا هو السبب الذي يجعل أسواق النفط متشائمة، خصوصًا في ظل الأزمات المتكررة التي تعيشها السوق بعد حرب روسيا وأوكرانيا.
المصدر: CNBC