تُعد الخضروات الورقية من أفضل المصادر التي تمد جسم الإنسان بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، ولكنها في نفس الوقت سلاح ذو حدين.
وقد تتفاعل تلك الخضروات مع بعض الأدوية مثل الوارفارين، المستخدم لمنع جلطات الدم، ما يترك أثرًا مميتًا.
ولكن لماذا يحدث هذا التفاعل؟
بحسب ما نقل موقع “لايف ساينس” عن أستاذة التغذية وخبيرة التغذية المسجلة في جامعة بوسطن، جوان سالج بليك، فإن السبب الرئيسي هو ارتفاع نسبة فيتامين ك في الخضروات الورقية.
ومن بين تلك الخضروات: الكرنب والسبانخ واللفت والجرجير السويسري والهندباء والبروكلي وبراعم بروكسل.
وأشارت سالج بليك، إلى أن فيتامين ك يُستخدم بشكل أساسي في صناعة العوامل التي تساعد على التخثر، وهي البروتينات اللازمة لتجلط الدم.
وتُعد عملية تجلط الدم من العمليات المهمة والتي تساعد في مقاومة الإصابات من خلال منع فقدان الدم المبالغ فيه.
وأكدت سالج بلاك إنه بدون فيتامين ك سيؤدي أي جرح بسيط لنزيف مستمر لا يمكن إيقافه.
ولكن تكوين الجلطات لا يرتبط في كل الأوقات بالجروح، وقد يكّون الجسم جلطات بشكل تلقائي دون أي إصابة.
وبظهور تلك الجلطات في الشرايين والأوردة تؤدي إلى منع تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ أو الرئتين والأعضاء الأخرى، ما يهدد حياة الشخص.
وقد تُسفر تلك الجلطات عن نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو انسداد رئوي، حيث تنفصل أجزاء من الجلطة وتنتقل إلى الرئتين.
أدوية التخثر
بعض الأطباء يصفون للمرضى الأكثر عُرضة للإصابة بجلطات الدم، مثل المصابين بالرجفان الأذيني أدوية مضادة للتخثر أو مميعات الدم.
ومن أبرز تلك الأدوية هو الوارفارين والمعروف تجاريًا باسم “الكومادين”، والذي يعمل على منع الإنزيم المنشط لفيتامين ك، وهو ما يؤدي بدوره إلى إطلاق عدد أقل من عوامل التخثر، وبالتالي تكوين الجلطات بشكل أبطأ.
ولذلك فالمبالغة في تناول الخضروات التي تحتوي على فيتامين ك تزامنًا مع تناول الوارفارين، فإن ذلك من شأنه أن يقلل من تأثير الدواء.
وهذا في النهاية يجعل العلاج أقل فعالية ويسمح للدم بالتجلط بسهولة كبيرة.
ولكن لا يعني ذلك تجنب الخضروات التي تحتوي على فيتامين ك نهائيًا، لأنه قد يؤدي إلى زيادة فعالية الدواء بما يزيد من خطر النزيف المفرط.
كيف يمكن إدارة الأمر؟
يقول سالج بليك إن مفتاح منع التقلبات في فعالية الوارفارين هو الحفاظ على تناول فيتامين ك بشكل منتظم.
وتقول الأستاذة المساعدة في كلية تورو للصيدلة في نيويورك، أناستاسيا شور، إن تناول كمية أكبر أو أقل من الخضروات الورقية الخضراء من المعتاد من أسبوع لآخر سيجعل من الصعب التنبؤ بتأثير الوارفارين على التخثر، مما يؤثر بدوره على التخثر والنزيف في الجسم.
ويمكن الحصول على فيتامين ك من الخضروات التي لا تحتوي على كمية كبيرة منه، مثل الخس والهليون والبامية اللذان يحتويان على 30 إلى 75 ميكروغرامًا لكل وجبة.
كما يمكن تجنب الخضروات ذات الكم الأكبر من فيتامين ك مثل السبانخ أو الكرنب اللذان يحتويان على أكثر من 150 ميكروغرامًا.
المصدر: Live science