قال جيش الاحتلال، اليوم السبت، إنه قتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في سلسلة من الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، نفّذها أمس الجمعة.
وأوضح جيش الاحتلال أن عملية الاغتيال نُفّذت عبر استهداف مقرّ لحزب الله تحت الأرض في بيروت، وهو ما أكدته الجماعة اللبنانية.
وظل موقف نصر الله من عملية الاغتيال غامضًا لساعات طويلة، قبل أن يؤكدها حزب الله في بيان رسمي نعى فيه زعيمه الراحل،
وهو ما يتماشى مع حياته التي اتسمت بالسرية في معظم مراحلها، فما الذي نعرفه عنها؟
من هو حسن نصر الله؟
ولد حسن نصر الله عام 1960، ونشأ في حي برج حمود شرقي بيروت، حيث كان والده عبد الكريم يدير متجراً صغيرًا للخضروات، وكان هو الأكبر بين تسعة أبناء.
انضم إلى حركة أمل، وهي جماعة مسلحة شيعية آنذاك، بعد انزلاق لبنان إلى الحرب الأهلية في عام 1975.
وبعد فترة قصيرة قضاها في مدينة النجف بالعراق لحضور مدرسة شيعية، انضم مرة أخرى إلى حركة أمل في لبنان قبل أن ينشق هو وآخرون عن المجموعة في عام 1982، بعد وقت قصير من غزو الاحتلال للبنان ردًا على هجمات المسلحين الفلسطينيين.
في عام 1985، أعلن حزب الله عن تأسيسه رسميا من خلال نشر “رسالة مفتوحة” حددت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي باعتبارهما أعداء رئيسيين، ودعت إلى “محو” الكيان المحتل.
وواصل نصر الله تدرجه في صفوف حزب الله مع نمو المنظمة، وقال إنه بعد أن خدم كمقاتل أصبح مديرا لها في بعلبك، ثم في منطقة البقاع بأكملها، ثم في بيروت.
أصبح نصر الله زعيمًا لحزب الله في عام 1992 وعمره 32 عامًا، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في غارة جوية إسرائيلية.
أمر نصر الله بالرد على مقتل الموسوي بشن هجمات صاروخية على شمال الأراضي المحتلة أسفرت عن مقتل فتاة، كما قُتل ضابط أمن إسرائيلي في سفارة الكيان المحتل في تركيا في انفجار سيارة مفخخة، وهاجم انتحاري سفارته في بوينس آيرس بالأرجنتين، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا.
قاد حسن نصر الله حزب الله في أكثر من حرب مع الاحتلال، واستطاع فرض أمر واقع بتواجد قواته قرب حدود مستوطنات شمال الأراضي المحتلة.
حياة بالخفاء
نادرا ما ظهر نصر الله في العلن منذ أن خاضت حركته حربًا مع الاحتلال عام 2006.
في عام 2011، ظهر “نصر الله” في موكب ديني في الضاحية الجنوبية لبيروت وحيا المؤيدين لفترة وجيزة قبل أن يخاطب الحشد عبر مقطع فيديو من مكان غير معلوم.
وفي مقابلة عام 2014 مع صحيفة الأخبار اللبنانية المؤيدة لحزب الله، قال “نصر الله” إن “الإسرائيليين يروجون لفكرة أنني أعيش بعيدًا عن الناس، وأنني لا أراهم أو أتواصل معهم”.
وقال “نصر الله” في المقابلة إنه كان يغير أماكن نومه بانتظام، لكنه نفى الادعاءات حول أنه يعيش في ملجأ.
وأوضح أن “الهدف من التدابير الأمنية هو إبقاء التحركات سرية، ولكن هذا لا يمنعني من التحرك ورؤية ما يحدث”.
ولا يزال نصر الله يظهر أحيانًا في صور إلى جانب زعماء آخرين من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.
وتشير التقديرات أن قلة قليلة من الناس يعرفون مكان إقامته.
وقال المسؤولون والصحافيون الذين التقوا نصر الله في السنوات الأخيرة إن الحزب اتخذ إجراءات أمنية مشددة منعتهم من معرفة المكان الذي يتم نقلهم إليه.
ومن الجدير بالذكر أنه قد تم تسجيل وبث الغالبية العظمى من خطاباته خلال العقدين الماضيين من مكان سري.
المصادر: