تسعى شركة “أوبن أي آي”، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى إعادة هيكلة أعمالها لتصبح شركة ربحية. وفقًا لتقارير حديثة.. فإن هذه الخطوة تهدف إلى جعل الشركة أكثر جاذبية للمستثمرين الخارجيين، وقد تفتح الباب أمام الرئيس التنفيذي سام ألتمان.. للحصول على حصة كبيرة من الأسهم للمرة الأولى.
تحويل إلى شركة ربحية
تعتزم “أوبن أي آي” تحويل هيكلها إلى كيان ربحي، حيث أشارت التقارير إلى أن الشركة تعمل على تشكيل كيان جديد.. قد يكون شركة ذات منفعة عامة. بينما يُتوقع أن تكون هذه الشركة الجديدة “منوط بها بتحقيق الربح مع تقديم منفعة للمجتمع”، بينما ستحتفظ المؤسسة غير الربحية الحالية.. بحصة أقلية في الكيان الربحي.
حصة سام ألتمان في الشركة
بحسب تقرير من “بلومبرغ”، تجري مناقشات لمنح سام ألتمان حصة 7% من الشركة الربحية الجديدة، والتي قد تصل قيمتها إلى 10.5 مليار دولار. سيكون هذا أول استثمار شخصي لألتمان في “أوبن أي آي”، حيث سبق له أن صرح بأنه لا يملك حصة في الشركة وأنه يتقاضى راتبًا متواضعًا يبلغ 65,000 دولار سنويًا. هذه الخطوة قد تجعل ألتمان، الذي تبلغ ثروته الحالية 2.8 مليار دولار من استثماراته الأخرى، من بين المستفيدين الأكبر من هذه الهيكلة.
الجدل حول الحوكمة والمخاطر
الخطط الجديدة تأتي في وقت شهدت فيه الشركة اضطرابات كبيرة في القيادة. ففي العام الماضي، أقال مجلس الإدارة سام ألتمان نفسه لفترة وجيزة.. بسبب “عدم الشفافية في التواصل”، مما أثار تساؤلات حول توجه الشركة نحو تطوير الذكاء الاصطناعي. هذا الوضع أدى إلى استقالات عدة، بما في ذلك رئيسة قسم التكنولوجيا ميرا موراتي.. كذلك رئيس قسم الأبحاث إيلجا سوتسكيفر، ورئيس قسم التنسيق جان لايك.
ما بين الربحية والالتزام الأخلاقي
التحول إلى هيكل ربحية يمكن النظر إليه على أنه خطوة ضرورية للتوجه نحو الاكتتاب العام الأولي. لكن هذا التغيير قد يثير مخاوف بشأن التزام الشركة بمسؤولياتها الأخلاقية والمجتمعية، خاصة مع حل فريق “السوبر أليمنت” الذي كان يركز على إدارة المخاطر طويلة الأجل للذكاء الاصطناعي.
التحضير للاكتتاب العام الأولي
يرى بعض المستثمرين أن هذه التغييرات قد تكون تمهيدًا لإطلاق الشركة في سوق الأسهم. مات تورك، شريك في شركة “فيرست مارك” للاستثمار، وصف “أوبن أي آي” بأنها “أكثر الشركات إثارة للدهشة والرعب في نفس الوقت”.. مشيرًا إلى أن الشركة تقوم بعمل مذهل في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، لكنها تبدو دائمًا على حافة الانهيار.
في النهاية
إعادة هيكلة “أوبن أي آي” وتحويلها إلى كيان ربحي.. قد يكون خطوة جريئة نحو النمو والتوسع، لكن هذا التحول يأتي مع تحديات كبيرة في الحوكمة والمخاطر المرتبطة بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. مع اقتراب الشركة من تحقيق أول اكتتاب عام أولي محتمل، يبقى السؤال الرئيسي.. ما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على توازن، بين السعي للربح.. والالتزام بمسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية.