عادة ما ترتبط فكرة وجود الديناصورات على الأرض لدى البشر بما تصوره أفلام الخيال العلمي على غرار حديقة الديناصورات الذي حقق نجاحًا باهرًا في 1993.
ولذلك ربما تكون عودة هذه المخلوقات الضخمة للعيش على الأرض مرة أخرى رائعة ومرعبة في نفس الوقت.
ويولي العلماء اهتمامًا خاصًا بفكرة إمكانية أن تعيد العملية التطورية الحياة إلى الديناصورات مرة أخرى.
هل يمكن استنساخ ديناصور؟
ترفض عالمة الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي بلندن، سوزي مايدمنت، فكرة إمكانية عودة الديناصورات للحياة مرة أخرى.
وقالت إنه لا يمكن أن تُستخدم كمية صغيرة جدًا من الحمض النووي المحفوظة منذ ملايين السنين في إعادة خلق ديناصور منقرض.
وتوضح: “عندما يتم حفظ الحمض النووي للبعوض والذباب من عصر الديناصورات في الكهرمان، يتم الحفاظ على القشرة فقط وليس الأنسجة الرخوة، وهذه العملية لا يتم من خلالها حفظ الدماء”.
لقد وجد الباحثون أوعية دموية وكولاجين في حفريات الديناصورات، ولكن هذه المكونات لا تحتوي على الحمض النووي للديناصورات.
وتختلف خصائص الحمض النووي عن الكولاجين والبروتينات، إذ إنه هش للغاية ويتأثر للغاية بضوء الشمس والماء.
ويرجع أقدم حمض نووي في السجل الأحفوري إلى حوالي مليون عام، بينما انقرضت الديناصورات من 66 مليون عام.
وقالت إنه على الرغم من من وجود دم البعوض المحفوظ منذ نحو50 مليون سنة، إلا أن الحمض النووي غير موجود، ولذلك فعملية إعادة الديناصور للحياة غير ممكنة.
إعادة الحياة ممكنة!
لم يستبعد عالم الوراثة بجامعة نورثامبتون في المملكة المتحدة، جمال ناصر، إمكانية إعادة الديناصور للحياة من الموت.
ويقول ناصر إن عملية الاستنساخ ليست ثابتة، ولذلك يمكن أن يحدث أي شئ في أي وقت، لأن عملية التطور عشوائية ولا تسير في اتجاه واحد.
وقد تكون عملية إحياء الديناصورات تسير في الاتجاه المعاكس، لأن اللبنات الأساسية موجودة بالفعل.
ولكن في نفس الوقت يرى ناصر أن الظروف المناسبة لابد من تتوافر من أجل عودة لديناصورات للحياة، مثل انتشار الأوبئة الفيروسية التي تعطل جينات الإنسان وتترك سلوكه لا يمكن السيطرة عليه.
وتابع: “هذه الأوضاع تخلق الظروف المناسبة نو إعادة إحياء الزواحف القديمة”.
وتقول مايدمنت إن الطيور تطورت من الديناصورات آكلة اللحوم، وتمتلك بعض الخصائص التشريحية للديناصورات، ووفق التعريف البيولوجي الصارم فإن كل ما تطور من هذا السلف فهو ديناصور.
وترى مايدمنت أن الديناصورات لم تنقرض ولكنها تطورت لحيوانات أخرى مثل الطيور، وهذه الحيوانات تشهد تطورًا متواصلًا وهذه الأنواع الجديدة ستكون من سلالة الديناصورات.
حتى أن بعض العلماء يتدخلون في عملية التطور من خلال محاولة تحويل الدجاج إلى ديناصور، أطلقوا عليه اسم “تشيكنصوروس”.
ولكن حال نجاح إنتاج هذا النوع من الطيور فلن يكون ديناصور حقيقي، ولكنه سيكون دجاجة معدلة، بحسب الباحث المشارك في متحف بيرك بجامعة واشنطن، لموقع لايف ساينس في وقت سابق، جاك هورنر.
لقد تغيرت الأمور بشكل كبير على مدى 66 مليون سنة، وإذا تطور أحد الديناصورات يومًا ما إلى الأرض، فسيكون ذلك في عالم مختلف تمامًا.
المصدر: Live Science