شهدت ساحة الحرب الأوكرانية تطورًا نوعيًا في الأسلحة المستخدمة، حيث لجأت القوات الأوكرانية لاستخدام مادة الثرمايت التي تطلقها الطائرات بدون طيار كسلاح جديد خطير لا يهدد الأهداف العسكرية فحسب، بل يهدد حياة المدنيين أيضًا.
هذه المادة الحارقة، قادرة على حرق المعدن وإحداث حرائق بدرجات حرارة تفوق 2200 درجة مئوية، وأصبحت تفضيلاً متزايدًا لقدرتها على التسبب في أضرار جسيمة.
طائرات التنين
تنطلق مادة الثرمايت باتجاه أهدافها من طائرات بدون طيار تسمى “التنين” ويرجع سبب تسميتها إلى نزول النار منها بطريقة أشبه بالنار التي ينفثها التنين الأسطوري.
وتميل طائرات التنين بدون طيار إلى التحليق على ارتفاع منخفض لأن مادة الثرمايت تكون أكثر فعالية عندما تكون على اتصال وثيق بالهدف.
وبصرف النظر عن إحداث أضرار جسيمة بمفردها، فمن المرجح أن تساعد هذه الأسلحة الوحدات الأوكرانية في مهام الاستطلاع، حيث برى المحللون أنه مع حرق الغطاء النباتي، من المرجح أن تكون حملات القصف اللاحقة أكثر دقة.
ما هي الثرمايت؟
خليط كيميائي من مسحوق الألمنيوم وأكسيد الحديد، يشتعل في درجات حرارة عالية للغاية ويمكنه حرق مواد مختلفة، بما في ذلك المعادن.
وعلى عكس المتفجرات التقليدية، تولد مادة الثرمايت حرارة شديدة قادرة على إذابة الفولاذ، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لتعطيل المعدات والمركبات.
وقد تم استخدام هذه المادة تقليديًا في الصناعة لأغراض مثل اللحام، لكنها الآن تُستخدم في الحرب لتحقيق ضربات عالية الدقة عبر الطائرات بدون طيار.
وتسبب قنابل الثرمايت أضرارًا جسيمة قد تدوم مدى الحياة، بما في ذلك حروق شديدة، وتلف الجهاز التنفسي، وصدمات نفسية.
كما أن السيطرة على الحرائق الناجمة عن الثرمايت صعبة للغاية، وكثيرًا ما تنتشر بسرعة، مما يزيد من حجم الأضرار والمعاناة.
تاريخ الثرمايت في الحروب
اكتشفت مادة الثرمايت في تسعينيات القرن التاسع عشر واستُخدمت في الأصل في لحام مسارات السكك الحديدية، ويتم إسقاطها “مباشرة من خلال الفتحات، حيث تشتعل الحرارة الشديدة بسرعة، وتذيب كل شيء في الداخل.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها البلدان الثرمايت في حالة الحرب، حيث ألقت المناطيد الألمانية قنابل محملة بالثيرمايت أثناء الحرب العالمية الأولى.
وكانت الغارات الجوية تعتبر ابتكارًا في ذلك الوقت، كما أنها كانت غالبًا ما تخطئ أهدافها وتتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وخلال الحرب العالمية الثانية، استخدمت ألمانيا وكذلك الحلفاء قنابل الثرمايت الجوية لتدمير المركبات العسكرية لبعضهم البعض.
هل استخدام الثرمايت قانوني؟
تحدث الثرمايت تأثيرات مدمرة تشبه التأثيرات التي تحدثها المواد الحارقة الأخرى مثل الفوسفور الأبيض والنابالم، وهي مصممة لتسبب الضرر من خلال الحروق أو إصابات الجهاز التنفسي.
لا يعد استخدام أسلحة مثل طائرات التنين بدون طيار الحاملة لقنابل الثرمايت ضد أهداف عسكرية في الحرب أمرًا غير قانوني، ومع ذلك، فإن استخدام الأسلحة الحارقة ضد المدنيين يعد مخالفًا للقانون الدولي.
كما أنه من غير القانوني استخدامها ضد أهداف عسكرية داخل المناطق المأهولة بالسكان، حيث تؤدي هذه المواد إلى حرائق ضخمة يصعب السيطرة عليها، وزيادة احتمال إصابة المدنيين بحروق من الدرجة الرابعة أو الخامسة” وتلف العضلات والأربطة والأوتار والأعصاب والأوعية الدموية وحتى العظام.
المصدر: