سياسة

وسط مساعي أمريكية فاشلة للهدنة.. هل ازدادت عزلة إسرائيل؟

وسط مساعي أمريكية فاشلة للهدنة.. هل زدادت عزلة إسرائيل؟

تواجه الجهود الأمريكية نحو إبرام اتفاق هدنة بين حماس وإسرائيل تعثرات واضحة، وسط تعنت الطرفين في الاتفاق على بنود مشتركة للهدنة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر أمريكية أن هناك لائحة جديدة لمطالب الطرفين، بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ما أعاد جهود التفاوض إلى نقطة الصفر.

وتتضاءل فرص إبرام الصفقة في الوقت الذي تدخل فيه الحرب في غزة عامها الثاني عشر الشهر المقبل.

وباتت فرص بايدن في إنهاء الحرب وإعادة الرهائن قبل مغادرة البيت الأبيض بعيدة المنال، فيما يخشى الوسطاء غياب الدافع الحقيقي لدى كلا الطرفين لإنهاء الصراع.

ورسخت الغارة الجوية التي ضربت قطاع غزة يوم الأحد الماضي، لانعدام رغبة إسرائيل في التهدئة.

ولكن واشنطن بوست نقلت عن الإدارة الأمريكية إصرار الرئيس جو بايدن على إنهاء الحرب، لتجنيب المنطقة صراعًا أوسع في عدة جبهات، وحتى لا تجد الولايات المتحدة نفسها متورطة في حرب جديدة.

وتخشى الولايات المتحدة أن تدفعها الحرب واسعة النطاق إلى مزيد من النفقات العسكرية ويشتت جهودها في التركيز على الانتخابات الرئاسية التي وصلت مراحلها الأخيرة.

ويقول خبراء ومحللون إن نتنياهو يستغل عامل الوقت للتخلص من ضغوط واشنطن لإبرام الصفقة، في انتظار الإدارة الجديدة للبيت الأبيض للإفلات من المحاسبة الدولية والبقاء على هرم السلطة.

كانت الولايات المتحدة خاضت 19 جولة من المفاوضات انتهت جميعها بالفشل، ولكنها لا زالت تُصر وبقوة على إبرام تلك الصفقة.

الضغط على نتنياهو

قال الأكاديمي والباحث في الشؤون الدولية، الدكتور إدموند غريب، إن إدارة بايدن ليست مستعدة لممارسة أي ضغط على نتنياهو لتغيير موقفه.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية إن نتنياهو قال في مؤتمره الصحفي قبل الأخير إنه غير مستعد لتلقي أي عظة من أي شخص.

وأوضح غريب أن حديث نتنياهو كان يحمل إشارة مبطنة إلى الرئيس بايدن، خصوصًا بعد تصريحات بايدن الأخيرة التي قال فيها إن نتنياهو لا يبذل جهودًا كافية من أجل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وتابع: “كانت هذه المرة الأولى التي نسمع فيها هذا الحديث من الرئيس بايدن، وهو ما يعكس الخلافات الموجودة بين واشنطن وتل أبيب”.

واستكمل غريب: “من ناحية أخرى الولايات المتحدة على أبواب الانتخابات، والديمقراطيون مثل الجمهوريون يحتاجون إلى دعم المتبرعين الين يدعم أغلبهم إسرائيل بقوة”.

وقال غريب إنه لهذا السبب فإن الولايات المتحدة غير مستعدة لممارسة تلك الضغوط على نتنياهو، بخلاف القيادة الضعيفة للرئيس بايدن مقارنة بالرؤساء الأمريكيين السابقين.

العزلة الإسرائيلية

في الوقت الحالي، لا تهتم إسرائيل سوى ببعض الدول الحليفة وعلى رأسها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب غريب.

وقال الباحث في الشؤون الدولية: “ولكن إسرائيل بدأت تشعر بابتعاد المزيد من الدول عنها بما فيها بعض الدول الأوروبية، مثل النرويج التي كان لها علاقات قوية مع إسرائيل”.

وأضاف: “ليس هذا فقط بل اعترفت النرويج بالدولة الفلسطينية وبدأت تنتقد إسرائيل، وسارت على خُطاها دول أوروبية أخرى”.

وتابع: “وبالتالي عزلة أكبر لإسرائيل، فيما ترى دول أخرى أن دولة الاحتلال هي من تعزل نفسها من خلال السياسة التي تتبناها، وما يراه العالم من جرائم ترتكب ضد المدنيين في غزة”.

وأشار غريب إلى أن تلك الممارسات أثرت على العديد من الشعور والحكومات حول العالم، حتى الرأي العام داخل الولايات المتحدة تغير، وفق قوله.

وكشف غريب أن آخر استطلاع للرأي أعده مجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية قبل أسبوعين أظهر أن 56% من الأمريكيين يرفضون إرسال قوات لدعم إسرائيل، في مقابل 53% أيدوا ذات القرار قبل عامين.

واختتم غريب: “هذا يظهر تغير في الرأي العالم، ولكنه أمر غير واضح في أوساط النخب”.

المصدر: الإخبارية