تعاني العديد من الدول، خاصة النامية منها، من مشكلة اكتظاظ السجون بشكل كبير، حيث تجاوزت أعداد السجناء القدرة الرسمية لاستيعابهم. هذه الظاهرة ترتبط بالعديد من التحديات مثل بطء العدالة وضعف الاستثمار في البنية التحتية للسجون. في تقرير حديث من مشروع “World Prison Brief”، تم تسليط الضوء على الدول التي تعاني من أعلى نسب الاكتظاظ في سجونها.
تتصدّر جمهورية الكونغو القائمة كأكثر دولة تعاني من اكتظاظ السجون، حيث بلغت نسبة الاكتظاظ 617%. هذه الأرقام تعني أن السجون هناك تحتوي على عدد سجناء يزيد بأكثر من ستة أضعاف عن القدرة الرسمية للمؤسسات الإصلاحية. تضاف هذه الأرقام إلى الأزمة العامة في البنية التحتية والعدالة الجنائية في البلاد.
كمبوديا تحتل المركز الثاني عالميًا، حيث وصلت نسبة الاكتظاظ في سجونها إلى 409%. أما الفلبين، فقد سجلت نسبة اكتظاظ بلغت 362%، مما يجعلها تحتل المركز الرابع. يعود السبب الرئيسي في الفلبين إلى تزايد الاعتقالات منذ إطلاق حملة الحكومة ضد المخدرات في عام 2016، مما أدى إلى ارتفاع عدد السجناء بشكل حاد وزيادة الضغط على السجون.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلغت نسبة الاكتظاظ 322.8%. هذا الوضع المأساوي يعكس ضعف البنية التحتية في البلاد، والذي أدى مؤخرًا إلى كارثة في سجن بالعاصمة كينشاسا، حيث أسفرت محاولة هروب جماعي عن وفاة 129 شخصًا، مما يبرز خطورة الوضع في السجون هناك.
بينما تتصدر جمهورية الكونغو وكمبوديا قائمة الاكتظاظ، شهدت دول مثل السلفادور بعض التقدم في تقليل معدلات الاكتظاظ. تراجعت السلفادور من قائمة الدول الأكثر اكتظاظًا إلى المركز 17، مع نسبة اكتظاظ تصل إلى 237%. جاء هذا التحسن نتيجة للعديد من الإصلاحات الحكومية، بما في ذلك المحاكمات الجماعية، لمكافحة الجرائم المنظمة.
تظل مشكلة اكتظاظ السجون تحديًا عالميًا، تؤثر بشكل رئيسي على الدول النامية التي تواجه أزمات في البنية التحتية والعدالة. مع التفاوت الكبير بين المناطق، تستمر بعض الدول في مواجهة أزمات حادة بينما تسعى أخرى لتحقيق تقدم في هذا المجال.