كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خطة جديدة لإنهاء الحرب مع روسيا، وأكد في مؤتمر صحفي أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ولكن أوكرانيا يجب أن تكون في موقف قوي عند التفاوض.
وأوضح زيلينسكي أن هذه الخطة ستُعرض على الرئيس الأمريكي جو بايدن وخلفائه المحتملين، بما في ذلك نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
عملية كورسك جزء من الخطة
أشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الذي نفذته القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية منذ ثلاثة أسابيع كان جزءًا من خطته، التي تشمل أيضًا خطوات اقتصادية ودبلوماسية، وقال: “الهدف الرئيسي من هذه الخطة هو إجبار روسيا على إنهاء الحرب بشكل عادل لأوكرانيا”.
ومن المتوقع أن يتوجه زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في سبتمبر لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يعتزم لقاء الرئيس بايدن ومناقشة خطته.
كما يتطلع إلى تنظيم قمة دولية جديدة للسلام، تأمل أوكرانيا أن تشارك فيها روسيا، في حين استبعدت القمة الأولى التي عُقدت في سويسرا في يونيو الماضي موسكو، لكنها جذبت عشرات الوفود الدولية.
ورغم رغبة أوكرانيا في دعم دولي أكبر، أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن المحادثات باتت “غير واردة” بعد التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية في السادس من أغسطس.
وفي هذا السياق، أبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي زار كييف مؤخراً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه للتوصل إلى حل سلمي مبكر للنزاع.
لا تنازلات مع بوتين
شدد زيلينسكي على أن روسيا تريد إملاء شروطها في أي تسوية، وهو ما ترفضه كييف بشكل قاطع، مؤكدًا أن الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “فارغ من حيث المبدأ ولا معنى له”، خاصة وأن موسكو تصر على الاحتفاظ بمناطق أوكرانية كبيرة وشبه جزيرة القرم.
وفي تصعيد جديد، أشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الأوكراني في كورسك أسفر عن تقليص عدد الحكومات التي تدعو كييف لتقديم تنازلات لموسكو، كما أبدى استياءه من تركيز بوتين على السيطرة على الأراضي الأوكرانية بدلاً من الدفاع عن الأراضي الروسية، مستشهداً بالسيطرة الأوكرانية على أكثر من 1200 كيلومتر مربع في منطقة كورسك.
وفي سياق متصل، كشف الرئيس الأوكراني عن إحراز تقدم في إنتاج الأسلحة المحلية، مؤكداً إجراء أول اختبار لصاروخ باليستي محلي الصنع، ما يعزز من قدرة أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسية.
رد فعل الكرملين
رفض الكرملين حديث زيلينسكي عن خطته لإنهاء الحرب، وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ستواصل “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا حتى تحقيق جميع أهدافها، مضيفًا: “هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها مثل هذه التصريحات من ممثلي نظام كييف، ونحن على دراية بطبيعة هذا النظام”.
وبينما تدعم روسيا الدعوة الهندية لتسوية سلمية، أشار بيسكوف إلى أنه “لا يوجد أساس للمحادثات في الوقت الحالي”، ما يعكس تباين المواقف بين موسكو وكييف حول كيفية إنهاء الصراع الذي دخل عامه الثالث.
المصدر: