تعد دورة الألعاب البارالمبية من أبرز الفعاليات الرياضية العالمية التي تحتفي بالقدرة الإنسانية وروح التحدي، حيث تجمع بين الرياضيين ذوي الإعاقة من مختلف أنحاء العالم للتنافس في جو من الرياضة والإنجاز.
نشأت الفكرة بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا عام 1948، عندما أطلق الطبيب البريطاني لودفيغ جوتسمان مسابقة رياضية للجنود المصابين في مستشفى “ستوك ماندفيل” في إنجلترا، كجزء من جهود إعادة التأهيل، حيث لم تكن البداية مجرد منافسة رياضية فحسب، بل كانت أيضًا وسيلة لإعادة تأهيل الجنود نفسياً وجسدياً بعد آثار الحرب.
انطلاق دورة الألعاب البارالمبية
أُقيمت أول دورة رسمية للألعاب البارالمبية في روما، عام 1960، بمشاركة 400 رياضي من 23 دولة، وتميزت هذه الدورة بتنظيمها المتكامل بالتزامن مع الألعاب الأولمبية التقليدية، وهو ما جعلها نقطة انطلاق لنشر الفكرة عالميًا
شهدت تلك الدورة مشاركة رياضيين من ذوي الإعاقة الجسدية فقط، لكن مع مرور الوقت، توسعت الألعاب لتشمل الرياضيين من جميع أنواع الإعاقات، بما في ذلك البصرية والذهنية.
ومع كل دورة جديدة، شهدت الألعاب البارالمبية تطوراً في عدد المشاركين والفعاليات الرياضية، ففي دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو 2020، شارك حوالي 4,400 رياضي من 160 دولة، وتنافسوا في 22 رياضة مختلفة، مما يعكس النمو الكبير للألعاب على مستوى العالم.
ويعود الفضل في ذلك إلى الدعم المتزايد من الحكومات والمؤسسات، إضافة إلى وعي المجتمع الدولي بأهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع مجالات الحياة.
لا تقتصر أهمية الألعاب البارالمبية على المجال الرياضي فقط، بل تمتد إلى أبعاد اجتماعية وثقافية وإنسانية، فهي منصة لتحدي القوالب النمطية وتعزيز التفاهم بين الثقافات، وتأكيد قدرة الإنسان على تجاوز الصعاب وتحقيق الإنجازات رغم كل التحديات.
وتعكس هذه الألعاب قوة الإرادة البشرية وتظهر مدى التنوع والإبداع الذي يمكن أن يتحقق عندما يُتاح للجميع فرصة التنافس على قدم المساواة.
الدول الأكثر نجاحًا في الألعاب الرالمبية
تظهر بيانات اللجنة البارالمبية الدولية، أن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة في الألعاب البارالمبية، على غرار الألعاب الأولمبية، بمجموع 2283 ميدالية، وهو أعلى عدد من الانتصارات الإجمالية.
ويحتل فريق بريطانيا العظمى حاليًا المركز الثاني بمجموع 1913 ميدالية. وعند الجمع بين الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية التي حصلت عليها ألمانيا الشرقية والغربية سابقًا وألمانيا الحالية – أي بعد إعادة التوحيد -، فإنها تأتي كثالث أكثر دولة تصعد على منصة التتويج بمجموع 1550 جائزة.
المصدر: