أحداث جارية سياسة

بعد هجوم مجدل شمس.. معلومات عن الجولان السوري المحتل

تستمر التحذيرات والاتهامات على الساحة الدولية، بعد الانفجار الصاروخي الذي هزّ بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المُحتل، مساء السبت، وأودى بحياة 12 شخصًا.

وحمّل الجيش الإسرائيلي، حزب الله مسؤولية الهجوم الذي وصفه بأنه “أخطر استهداف” للمدنيين الإسرائيليين منذ أكتوبر، لكن حزب الله نفي علاقته بالأمر.

ودعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل لإجراء تحقيق دولي في حادث مجدل شمس، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف على ضبط النفس.

الجولان.. أرض الطبيعة والتاريخ

الجولان السوري واحدًا من أهم المناطق الجغرافية والتاريخية في سوريا، وهو يقع في أقصى جنوب غرب سوريا، محاذية للحدود مع فلسطين، ويشتهر الجولان بتضاريسه المتنوعة وتاريخه الحافل الذي جعله مسرحًا للعديد من الصراعات عبر العصور.

وسكن الإنسان الجولان منذ القدم، وتعاقبت عليه حضارات متنوعة مثل الكنعانية والآرامية والإسلامية. قبل الفتح الإسلامي، كانت هناك إمارتان هما الأنباط والغساسنة.

وتعود تسمية العديد من الأماكن في الجولان إلى تلك الحضارات، ومنها:

مجدل: كلمة عربية كنعانية تعني البرج أو القلعة.

الحِمّة: تعني النبع الحار.

فيق: أصلها كنعاني وتعني القوة.

حرَمُون: أصلها آرامي ويطلق على جبل الشيخ ويعني المقدّس.

بقعايا: أصلها آرامية وتعني البقعة المنبسطة من الأرض.

الجولان والاحتلال الإسرائيلي

بدأت الأطماع الإسرائيلية في الجولان السوري عام 1918، حينما قال ديفيد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل في مرحلة التأسيس: “يجب أن تضم حدود الدولة اليهودية النقب برمته وجزءًا من سنجق دمشق وأقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا”.

احتلت إسرائيل الجولان خلال حرب 5 يونيو 1967، وعملت على تغيير معالمه الجغرافية والديمغرافية، حيث دمرت قرى ومزارع، وأقامت مستوطنات، وهجرت السكان، وتلاعبت بالآثار من خلال التنقيب والحفريات.

سيطرت إسرائيل على جميع مصادر المياه، التي تمثل 14% من مخزون سوريا المائي قبل 4 يونيو 1967، وزرعت الألغام في المناطق الزراعية وحول المناطق المأهولة بالسكان.

وبعد حرب 6 أكتوبر 1973، وقّعت سوريا وإسرائيل اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، التي أعادت مدينة القنيطرة إلى السيادة السورية بعد تدميرها بالكامل.

وفي 14 ديسمبر 1981، أقر الكنيست الإسرائيلي قانون ضم الجولان، وهو قرار لاغٍ وباطل وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر 1981.

وكعادة إسرائيل، ضربت بالقوانين الدولية عرض الحائط، وظلت حتى يومنا هذا تحتل الجولان وتسيطر على جميع ثرواته.

واليوم، أصبح الجولان مكتظًا بالمستوطنات، التي وصل عددها إلى 45 مستوطنة، يقطنها حوالي 20 ألف مستوطن إسرائيلي.

ومنذ عام 1967، سجلت 531 إصابة بسبب الألغام والقنابل العنقودية، معظمها لأطفال، ويوجد حاليًا عشرات السجناء والمعتقلين السوريين في السجون الإسرائيلية.

ويوجد في الجولان المحتل 76 حقل ألغام وينتشر فيها نحو مليوني لغم من الأنواع الفتاكة والقنابل العنقودية من مختلف الأنواع، بعضها داخل القرى العربية المأهولة أو حولها كبلدة مجدل شمس التي شهدت حادث الأمس.
مجدل شمس