أدى تدهور الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة إلى ظهور تعبير جديد على الإنترنت يعبر عن التشاؤم بشأن تحسن فرص العمل والدخل: “وقت القمامة”، حيث تمت استعارة المصطلح من كرة السلة، حيث يشير إلى الدقائق الأخيرة غير الحاسمة من المباراة.
ويعكس التعبير الجديد شعورًا عميقًا باليأس والتشاؤم بين الأفراد في الصين، الذين يرون أن فرص التحسن الاقتصادي تتلاشى بسرعة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل اقتصاد البلاد.
البيانات الاقتصادية تزعزع الثقة
أثارت البيانات الاقتصادية الصادرة عن الصين مؤخرًا شكوكاً واسعة، حيث جاء النمو في الربع الماضي أقل من التوقعات بواقع 4.7%، وسلط هذا الأداء الضعيف الضوء على التأثير السلبي لأزمة العقارات المستمرة وتوقف الإنفاق الاستهلاكي.
وكانت قيادة الحزب الشيوعي الصيني قد عقدت اجتماعًا مغلقًا مستمرًا، من المتوقع أن يوضح بالتفصيل استراتيجية بكين الاقتصادية للسنوات القادمة، بما في ذلك الخطوات الرامية لتعزيز التكنولوجيا.
وأوضحت صحيفة تشاينا ديلي الصينية أن الاجتماع يهدف إلى إحياء الثقة في المسار الاقتصادي طويل الأجل للبلاد.
بداية ظهور مصطلح “وقت القمامة”
بدأ وسم “وقت القمامة” في الظهور على منصات التواصل الاجتماعي خلال الشهر الماضي، واكتسب زخماً أكبر عندما انتقدته وسائل الإعلام الحكومية والمعلقون.
ووصفت صحيفة بكين ديلي الأسبوع الماضي العبارة بأنها تشير إلى أنه لا توجد مساعدة ولا أمل، وأنها تقلل من أهمية كل شيء في الصين.
وقال وانج وين، أستاذ التمويل في جامعة رينمين إن المصطلح الجديد يعيد إلى الأذهان عندما كانت الرقابة الصينية تستهدف في السابق عبارة “الاستلقاء”، التي دعت إلى حياة أكثر كسلاً وطموحاً محدوداً.
ويرى وانج وين فكرة “وقت القمامة” بأنها أكثر خطورة بسبب رسالتها الضمنية عن اليأس، وأنها تنكر تماماً الوضع التنموي الحالي في الصين وتحاول خلق توقعات بأن البلاد سوف تفشل في النهاية.
تراجع الثقة الجماعية في الصين
حظي مصطلح “وقت القمامة” بصدى لدى مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي ويبو، حيث يرون أنهم طالما لا يستطيعون تغيير أي شيء، فهذا هو وقت القمامة.
كما تشير بيانات المسح التي جمعها الأستاذ بجامعة ستانفورد سكوت روزيل وآخرون، ونشرتها مؤسسة الأبحاث الأمريكية “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، إلى تراجع الثقة الجماعية في الصين.
ووجد روزيل أن المشاركين الصينيين في استطلاع الرأي كانوا أكثر تشاؤماً مما كانوا عليه قبل عقدين من الزمن، وأكثر ميلاً لإلقاء اللوم على العوامل البنيوية في تحديد ما إذا كان الشخص غنياً أو فقيراً، وأقل اعتقادًا بأن العمل الجاد يؤتي ثماره.
وكان 62% من المستطلعين في عام 2004 يرون أنه في الصين يتم مكافأة الجهد المبذول دائمًا، إلا أن هذه النسبة انخفضت إلى 28% في استطلاع عام 2023، مما يعكس تزايد التشاؤم بشأن فرص النجاح وتحقيق الازدهار من خلال العمل الجاد.
المصدر: