سياسة

أخطاء بايدن خلال الناتو في عيون زعماء العالم

للمرة الثانية خلال وقت قصير يتعرض أداء الرئيس بايدن لانتقادات واسعة، وذلك بعد خطأين ارتكبهما خلال قمة الناتو أمس الخميس.

وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بعمر بايدن وقدرته على تولي فترة رئاسية أخرى، إلا أن العديد من قادة العالم أبدوا تأييدهم للرئيس الأمريكي خلال القمة الـ75 لحلف شمال الأطلسي.

ويأتي ذلك وسط تصاعد الدعوات لانسحاب بايدن – 81 عامًا – من السباق الرئاسي المقرر له 5 نوفمبر المقبل، بعد الأداء المتعثر خلال أول مناظرة رئاسية أمام الرئيس ترامب قبل أسبوعين.

وكان الخطأ الأول الذي ارتكبه بايدن هو تقديمه للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على أنه الرئيس بوتين، وهو ما عرّضه لسخرية وسائل الإعلام.

أما الخطأ الثاني فكان الإشارة إلى كامالا هاريس باعتبارها نائبة الرئيس ترامب.

وفي وقت لاحق في مؤتمر صحفي – وهو أول ظهور علني غير مخطط له لبايدن منذ المناظرة – أشار إلى “نائبة الرئيس ترامب” عندما كان يقصد أن يقول كامالا هاريس.

وخلال القمة، دافع العديد من زعماء العالم عن بايدن وقدرته على تولي قيادة أكبر اقتصاد في العالم.

الرئيس الفرنسي

وصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بايدن بأنه “مسؤول وواضح” بشأن القضايا التي يعرفها جيدًا.

وقال بعد عشاء البيت الأبيض، يوم الخميس، إنه أجرى مناقشة طويلة مع بايدن أثناء الوجبة، ودعا إلى تفهم عيوبه.

وأشار ماكرون إلى أن أي شخص معرّض لارتكاب زلات لسان، وأن ذلك حدث له من قبل وقد يحدث غدًا.

وطالب ماكرون بإظهار التسامح لبايدن وخصوصًا بين المهتمين.

أداء بايدن خلال الناتو في عيون زعماء العالم
اعتبر الرئيس الفرنسي أن أي شخص معرّض لارتكاب زلات لسان وليس بايدن فقط

رئيس الوزراء البريطاني

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بايدن “في حالة جيدة”.

وأشار ستارمر خلال القمة أكثر من مرة إلى أن بايدن حقق العديد من الإنجازات التي تدعو للفخر، مؤكدًا أنه “على دراية بكل التفاصيل”.

وأضاف ستارمر، اليوم الجمعة، أن المجلس توصل إلى نتائج جيدة خلال يومين من اجتماعه، وأن الفضل في ذلك يعود إلى الرئيس بايدن.

المستشار الألماني

علق المستشار الألماني، أولاف شولتز، على أخطاء بايدن أيضًا.

وقال “إن زلات اللسان تحدث، وإذا راقبت الجميع دائمًا، فستجد ما يكفي منها”.

رئيس الوزراء الكندي

عبر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن تشرفه بالعمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ووفق ما نقلته عنه شبكة “بي بي سي” إن بايدن يتمتع بخبرة عميقة وتفكير وثبات في التعامل مع أعظم القضايا والتحديات الموجودة في عصرنا.

الرئيس البولندي

قال الرئيس البولندي أندريه دودا الذي ينظر إليه على أنه مقرب من الرئيس السابق ترامب، حسبما نقلت وكالة فرانس برس: “تحدثت مع الرئيس بايدن، ولا شك أن كل شيء على ما يرام”.

الرئيس الفنلندي

كان تعليق الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب مزيجًا بين الدفاع عن بايدن والمخاوف بشأن أجواء الانتخابات الأمريكية.

وقال ستوب إنه ليس لديه أي شك بشأن قدرة بايدن على تولي رئاسة الولايات المتحدة لفترة جديدة، أو حتى قيادة معركة الناتو من أجل أوكرانيا.

ولكنه عبر عن مخاوفه من المناخ السياسي السام الذي تعيشه الولايات المتحدة، والذي يسوده الاستقطاب ولا يترك مساحة كافية للمناقشة.

أداء بايدن خلال الناتو في عيون زعماء العالم
يقول كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني إن بايدن حقق العديد من الإنجازات التي تدعو للفخر

رفض التدخل

على الجانب الآخر لم يُبد بعض زعماء حلف شمال الأطلسي أي استعداد للدفاع عن بايدن أو التعليق على أدائه.

وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام، فإن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لم يُدل بأي تعليقات لوسائل الإعلام في واشنطن.

وبمجرد انتهاء القمة، غادر أوربان إلى مقر إقامة ترامب في فلوريدا، حيث ناقشا تطورات الحرب في أوكرانيا.

وفي الوقت الذي حاول بعض زعماء الدول الحليفة التهرب من التعليق على أداء بايدن، اتخذت موسكو ذات النهج.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الزلات كانت بوضوح مجرد زلات لسان وليست من شأننا، بل هي مسألة داخلية تخص الولايات المتحدة.

ولكن بالنسبة لوسائل الإعلام الروسية، ركّزت على الخطأ الذي خلط فيه بايدن بين بوتن وزيلينسكي.

وعرضت قناة روسيا التلفزيونية الرسمية هذا النبأ في بداية نشرتها الإخبارية في الساعة التاسعة مساء، وقالت إن “أتباع أميركا تظاهروا بأنهم لم يلاحظوا شيئا”.

فيما قالت قناة “إن تي في” إن بايدن لم يكن قط قريبا من الفشل إلى هذا الحد، وإن “زلة لسانه الأخيرة تستحق جائزة الأوسكار”.

بدورها، نشرت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الشعبية تقريرًا بعنوان “القادة المسنين”، والذي قارنت فيه جو بايدن بالزعماء الشيوعيين المسنين في الاتحاد السوفييتي.

وطرحت الجريدة تساؤلًا قالت فيه: “ما هو الأكثر خطورة، قرد يحمل قنبلة يدوية أم يد ترتجف على الزر النووي؟”.

المصدر: BBC