صحة

كيف تكون حازمًا مع المتنمرين البالغين؟

يؤدي التنمر إلى آثار نفسية واجتماعية خطيرة على الضحايا، بما في ذلك الاكتئاب، القلق، وانخفاض تقدير الذات

يعتبر التنمر من الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع، وهو سلوك عدواني متعمد يتكرر مع مرور الوقت، ويهدف إلى إلحاق الأذى أو الإزعاج بشخص أو مجموعة من الأشخاص.

يمكن أن يتخذ التنمر أشكالًا عديدة، منها اللفظي، الجسدي، الاجتماعي، أو حتى الإلكتروني، مما يجعله مشكلة معقدة تتطلب جهوداً متعددة الجوانب للتصدي لها.

ويرجع التنمر إلى عدة أسباب ، من بينها البيئة الأسرية تتسم بالعنف أو عدم الاحترام، حيث يتعلم الأفراد من سلوكيات آبائهم أو أشقائهم، وكذلك الثقافة المجتمعية حيث أن المجتمعات التي تفتقر إلى الوعي بأهمية الاحترام المتبادل وتعزز السلوكيات العدوانية تميل إلى إنتاج أفراد يمارسون التنمر.

ويؤدي التنمر إلى آثار نفسية واجتماعية خطيرة على الضحايا، بما في ذلك الاكتئاب، القلق، وانخفاض تقدير الذات، لذا، من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي حول هذه الظاهرة والعمل على مكافحتها من خلال التربية السليمة، ووضع سياسات صارمة، ونستعرض خلال هذا التقرير 4 خطوات تساعدك على العامل مع المتنمرين بلالغين بحزم

حافظ على ثقتك بنفسك

عندما نواجه صراعًا، من الطبيعي أن نتساءل أولاً: “ماذا فعلت لأستحق مثل هذا النقد أو المعاملة؟” يعرف المتنمرون هذا الأمر جيدًا ويستغلونه لجعل الأمور تبدو شخصية.

غالبًا ما يوجه المتنمرون انتقادات لاذعة تتعلق بمظهرك، ذكائك، كفاءتك، عقلك، وأخلاقك. هذه الانتقادات قد تجعلك تشكك في نفسك وتشعر بالرغبة في الدفاع عن نفسك.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالتنمر، فإن الأمر لا يتعلق بك، فلا أحد يستحق أن يتعرض للتنمر، حتى لو ارتكبت خطأ، لذلك يتطلب الأمر تغييرًا في التفكير لتدرك أنه لا يوجد شيء فعلته يبرر التعرض للتنمر.

يتعلق التنمر بالمتنمرين أنفسهم وافتقارهم إلى المهارات الاجتماعية، ولهذا عليك تذكير نفسك بعبارات مثل: "لا أحد يستحق أن يتعرض للتنمر"، و"لم أفعل شيئًا يبرر هذه المعاملة"، و"الأمر ليس عني"، يمكن أن يساعدك في التعامل مع الموقف

يتعلق التنمر بالمتنمرين أنفسهم وافتقارهم إلى المهارات الاجتماعية، ولهذا عليك تذكير نفسك بعبارات مثل: “لا أحد يستحق أن يتعرض للتنمر”، و”لم أفعل شيئًا يبرر هذه المعاملة”، و”الأمر ليس عني”، يمكن أن يساعدك في التعامل مع الموقف.

وهناك مشكلة أخرى يجب أخذها في الاعتبار وهي أن المتنمرين غالبًا لا يستطيعون كبح جماح أنفسهم، قد يكون هذا السلوك جزءًا من شخصيتهم، حيث يعتقد الكثيرون بأن المتنمر سيتوقف من تلقاء نفسه أو سيعود إلى رشده، لكن من غير المرجح أن يحدث هذا إذا كان التنمر نمطًا سلوكيًا طويل الأمد ومترسخًا في الشخصية.

الرد بحزم

عندما تدرك أنك تتعرض للتنمر، من المهم أن تعرف أنك تملك القدرة على إيقافه، حيث يمكن أن يكون الرد الحازم بسيطًا ومباشرًا، دون الحاجة إلى مواجهة كبيرة.

إذا كان الوضع آمنًا، يمكنك ببساطة أن تقول بحزم: “هذا يكفي” أو “علينا فقط أن نتفق على أن نختلف”، أما إذا كان الوضع غير آمن، مثل العيش أو العمل مع شخص عنيف، فإن التركيز يجب أن يكون على الابتعاد عن المتنمر بدلاً من القلق بشأن الرد عليه.

تحدث إلى  شخص ما

من المهم ألا تعزل نفسك عندما تتعرض للتنمر، رغم أن هذا رد فعل شائع، تحدث إلى شخص ما، سواء كان صديقًا أو فردًا من العائلة، لا تخف من مشاركة مشاعرك، يسعى المتنمرون إلى عزلك، وقد يكون من المغري إخفاء حقيقة تعرضك للتنمر، لكن هذا يجعل الأمور أسوأ ويقلل من تقديرك لذاتك.

اطلب المساعدة

تتبنى العديد من الشركات سياسات تشجع الموظفين على التحدث إلى أشخاص ذوي سلطة، مثل قسم الموارد البشرية، أمين المظالم، رئيس القسم، متخصص مساعدة الموظفين، أو ممثل النقابة، للحصول على المساعدة في مواجهة التنمر.

 عندما يكون المتنمر شخصًا يتمتع بسلطة عليك، من المفيد التحدث أولاً إلى شخص خارج المؤسسة، وقد يفيدك أيضًا التحدث إلى إلى معالج أو محامٍ أو متخصص آخر ليساعدك

ومن المهم أن تدرك أن الأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا في المنظمة قد يكون لديهم انطباع إيجابي عن المتنمر، لأن العديد من المتنمرين بارعون في كسب تأييد من هم في السلطة، حيث يتصرف العديد من المتنمرين بشكل عدائي مع من هم تحتهم بينما يظهرون الولاء والتقدير لمن هم فوقهم.

و قد يكون هذا الأمر غير مريح عندما يكون المتنمر شخصًا يتمتع بسلطة عليك، لذا من المفيد التحدث أولاً إلى شخص خارج المؤسسة، وقد يفيدك أيضًا التحدث إلى إلى معالج أو محامٍ أو متخصص آخر ليساعدك في التفكير في خياراتك ووضع استراتيجية للتعامل مع الموقف.

المصدر:

psychologytoday