سياسة

فرنسا تواجه خطر الحرب الأهلية.. لماذا؟

أشار البعض إلى أن حل الجمعية الوطنية سيكون لها تأثير خطير ومزعزع للاستقرار، بينما قال آخرون إنهم يثقون في قدرة الفرنسيين على اتخاذ القرار الصحيح

أثار إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه قرر حل الجمعية الوطنية “البرلمان”، ودعوته إلى انتخابات تشريعية مبكرة اعتبارا من 30 يونيو الجاري ، بعد تعرض حزبه لهزيمة ثقيلة في انتخابات البرلمان الأوروبي، ردود فعل متباينة في الشارع الفرنسي.

وأشار البعض إلى أن القرار سيكون لها تأثير خطير ومزعزع للاستقرار، بينما قال آخرون إنهم يثقون في قدرة الفرنسيين على اتخاذ القرار الصحيح وإيجاد حل للمشكلات السياسية في البلاد.

وترى آن إليزابيث موتيت الصحفية الفرنسية التي تكتب لصحيفة ديلي تليغراف البريطانية، إن فرنسا أصبحت على شارف حرب أهلية بسبب الانقسامات السياسية الحادة التي يشهدها الشارع الفرنسي، ونستعرض خلال السطور التالية العلامات التي تشير إلى تأجج الانقسامات واحتمالية تحولها إلى صراع بين أطياف الشعب لفرنسي.

شعارات مناهضة لفرنسا

أشارت الكاتبة الفرنسية إلى سعي بعض الجهات إلى الحصول على الأغلبية في الانتخابات القادمة مهما كلف الأمر، وأعطت مثل لذلك، اندماج تحالف اليسار وتيار الخضر تحت قيادة حزب “فرنسا الأبية” بزعامة جان لوك ميلينشون، حيث أطلقوا على أنفسهم اسم “الجبهة الشعبية الجديدة”.

شهدت حملتهم الانتخابية الأوروبية تركيزاً واضحاً على غزة، في محاولة لجذب أصوات الشباب وسكان الضواحي، كما رفعت الجبهة أعلام فلسطين بشكل ملحوظ، أكثر من الأعلام الفرنسية، كما شوهدت أيضاً بعض أعلام الدول المستعمرة سابقاً مثل الجزائر وتونس، وتميزت المسيرات بشعارات مناهضة لفرنسا، وانتهت بعضها بأعمال عنف.

بينما في الانتخابات الحالية، حيث تلعب العوامل المحلية دوراً مهماً في كل دائرة انتخابية، اختفت الشعارات والكوفيات الفلسطينية بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى البرنامج الرسمي للحزب، الذي نُشر يوم الجمعة، حيث جاء أكثر تطرفاً من ذي قبل، داعياً إلى فرض الضرائب على كل شيء.

هولاند يقدم نفسه أنه حصن فرنسا ضد التطرف ومنقذ للمنصة الاقتصادية لصندوق الجبهة الوطنية

هولاند يعود إلى المشهد السياسي

استعانت آن إليزابيث موتيت في مقالها بإعلان لرئيس الاشتراكي السابق فرانسوا هولاند، الذي أزاحه وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون في عام 2017، ترشحه في دائرته الانتخابية القديمة في كوريز بوسط فرنسا، كدليل على الانقسام وسعي هولاند لتذكير الجمهور بأنه لطالما عرف في السياسة الفرنسية بقدرته على توحيد الفصائل المتعارضة جذرياً من أجل الفوز بالانتخابات.

وأشارت موتيت إلى أن هولاند يقدم نفسه أنه حصن فرنسا ضد التطرف ومنقذ للمنصة الاقتصادية لصندوق الجبهة الوطنية.

وشن إريك ديبون-موريتي، وزير العدل السابق، هجومًا لاذعًا على ترشيح هولاند، واصفًا إياه بـ”المُهين” و”المأساوي”، معتبرًا أن تحالفه مع اليسار المتشدد والشيوعي الفرنسي يعد “تآمرًا” مع من كان ينتقدهم بشدة في السابق، في إشارة إلى تحالف هولاند مع حزب فرسنا الأبية وجان-لوك ميلنشون.

انقسام داخل حزب الجمهوريين

أوضحت موتيت أن حزب الجمهوريين ليس على وفاق في الداخل حيث قرر إريك سيوتي رئيس الحزب توقيع اتفاقيات غير تنافسية مع التجمع، حيث يتنحى المرشح الأقل حظاً في نهاية الجولة الأولى لصالح الآخر.

وأضافت موتيت أن هذا القرار أدى إلى دعوات لإقالته من قياة الحزب، إلى أن صدر حكمًا قضائيًا ألغى هذا القرار لاحقاً، ونتيجة لذلك، سيكون هناك مرشحان متنافسان من حزب الجمهوريين في بعض الدوائر الانتخابية.

مظاهرات في باريس ورين بالآلاف ضد اليمين المتطرف تحذر من وصوله للحكم

تنافس حاد بين أحزاب اليسار والمعسكر الرئاسي

وفي في صراع آخر، اتهم أوليفييه فور، الأمين العام لحزب الاشتراكيين، جان-لوك ميلنشون، زعيم اليسار الشعبي، بالانتهازية، معتبرًا أن “الشخصية الانقسامية” لميلنشون لا تتناسب مع الوضع الحالي.

وانتقد فور قرار ميلنشون عدم ترشيح 5 نواب من حزب فرنسا الأبية للانتخابات المقبلة، معتبرًا أن هذا القرار “يضر” بالتحالف الانتخابي الجديد “الجبهة الشعبية”.

شرارة قد تشعل الحرب

حذرت آن إليزابيث موتيت من أن حالة الغليان السياسي والانقسام قد تؤدي إلى اشتعال الأمور في أي لحظة، وأعطت مثال على ذلك بخروج مظاهرات في باريس ورين بالآلاف ضد اليمين المتطرف تحذر من وصوله للحكم ، وما سيترتب عليه من آثار سلبية ستعاني منها الجمهورية خلال الفترة القادمة إذا ما فتح الباب لحكمهم، وما سيحدث من من شغب وعنف وكراهية ضد الأجانب على خلفية تصريحات مارين لوبن بطرد الأجانب .

واضافت أن انتهاء تلك التظاهرات باشتباكات عنيفة مع الشرطة تدق ناقوس الخطر لما قد يحدث في المستقبل القريب نتيجة تعزيز الانقسامات السياسية.

وأوضحت الكاتبة الفرنسية أنه على الرغم احتشاد أعداد كبيرة في ساحة الأمة واستجابتهم لتجنب العنف، لكن مع تصاعد التوترات، لا تحتاج فرنسا إلا إلى شرارة واحدة لإشعالها.

المصدر:

news.yahoo