تركت استقالة الوزير بيني غانتس العديد من علامات الاستفهام حول مصير كلًا من الإسرائيليين والفلسطينيين في الحرب الدائرة منذ 8 أشهر.
وكان غانتس أعلن أمس الأحد استقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية، ليعود كما كان قبل 7 أكتوبر الماضي، وزير دفاع سابق والمنافس الأبرز لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وهدد غانتس مرارًا بتقديم استقالته حال فشل الحكومة الحالية في التوصل لخطة لإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، إلى جانب خطة لإدارة الفترة ما بعد الحرب.
ووضع غانتس سقفًا زمنيًا ينتهي في 8 يونيو لتقديم استقالته، والتي تأخرت ليوم واحد فقط بعد إنقاذ 4 رهائن إسرائيليين يوم السبت الماضي.
وقال غانتس في تصريح متلفز مساء الأحد في إسرائيل، إن “الخروج من الحكومة قرار معقد ومؤلم”.
وشدد غانتس على أن نتنياهو يمنع البلاد من تحقيق نصر حقيقي في غزة، وهو ما دفعه لترك الحكومة.
التأثير على الإسرائيليين
في ضوء الأوضاع الراهنة، فإن رحيل غانتس عن الحكومة لن يتسبب في انهيارها، وهو التأثير الأهم الذي يتساءل بشأنه الكثيرون.
وقال المفاوض السابق في الشرق الأوسط، آرون ديفيد ميلر، لشبكة “سي إن إن” يوم الأحد قبل استقالة غانتس: “بيني غانتس في مأزق”.
وأضاف ميلر أن غانتس كان يرغب في البقاء في الحكومة، ولكن استقالته لن تُهددها خصوصًا وأن نتنياهو وحلفاءه يملكون 64 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست.
وحال رفضت إسرائيل المقترح الذي طرحه الرئيس بايدن بشأن الحرب الجارية، وإذا تراجع الوزراء اليمنيون المتطرفون مثل بن غفير وسموتريش عن تهديداتهم بحل الحكومة لاعتقادهم بأن قبول المقترح يُعد استسلامًا من قبل إسرائيل لحماس، فيمكن لنتنياهو البقاء بأمان في منصبه حتى موعد الانتخابات في أكتوبر 2026.
ولكن إذا أُجريت انتخابات الآن في إسرائيل فسيكون الفائز فيها هو غانتس نظرًا لشعبيته الضخمة داخل إسرائيل، وهو الاتجاه الذي تحفزه استقالة الوزير السابق.
مصير الفلسطينيين
لن تتغير الأوضاع كثيرًا بالنسبة للفلسطينيين بعد تقديم غانتس لاستقالته من حكومة الحرب الإسرائيلية.
وحتى إن كانت غانتس يتبع الأسلوب المعتدل في التعامل مع الحرب، وفق ميلر، فإن هذا الاعتدال لم يكن سيؤدي إلى تسهيل التعامل مع حماس، أو تقليل عدد الضحايا الفلسطينيين.
ولا يجد كلا من غانتس ووزري الدفاع يوآف غالانت أومة في الاختلاف علنًا مع نتنياهو.
وفي مرة، وافق غانتس على تناوب رئاسة الوزراء مع نتنياهو، فقط لكي يمنع الأخير تمرير الميزانية حتى تنهار الحكومة، وتعرض غالانت للإقالة العام الماضي بعد أن دعا نتنياهو إلى وقف إصلاحه القضائي المثير للجدل.
وربما تعرقل استقالة غانتس أي محاولات لقبول صفقة بايدن الخاصة بالرهائن المطروحة على الطاولة.
كان غانتس انضم إلى حكومة الحرب الإسرائيلية بعد 4 أيام من بدء الحرب، وذلك لخلق تيار متوازن في حكومة تضم العديد من اليمنيين المتطرفين.
وأفسدت استقالة غانتس على نتنياهو فرصة الاحتفاء بتحرير الأسرى الأربعة المحتجزين في غزة.
المصدر: CNN