سياسة

هل توافق إسرائيل على مشروع سياسي لإنشاء دولة فلسطينية؟

بيّن أستاذ الإعلام السياسي، الدكتور مطلق المطيري، ملامح التوجه الأمريكي الحالي نحو الأوضاع في غزة، تزامنًا مع تعثر التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

وقال المطيري في مداخلة لبرنامج “هنا الرياض”، المُذاع عبر قناة الإخبارية، إن الولايات المتحدة تسعى لتخفيف الضغوط التي تواجهها الإدارة الأمريكية بسبب الموقف المساند للعدوان الإسرائيلي سواء في مجلس الأمن أو استمرار تقديمها للمساعدات العسكرية.

وأضاف: “حتى بعد ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو، كان رد الفعل الأقوى من الولايات المتحدة، التي لم ترى في القرار أنه عادل أو قانوني قائم على تحقيق العدالة الجنائية على مستوى العالم”.

وتابع المطيري: “ومن هنا جاءت المبادرة الأمريكية لتخلق مسارًا بعيدًا عن مجلس الأمن والمحكمة الدولية، وأيضًا قد يتماشى مع بعض الأصوات سواء في العالم العربي أو العالم ككل بأن هناك مبادرة أمريكية تسعى لوقف إطلاق النار”.

وأشار إلى أن نتنياهو لن يتوقف عن ضرب غزة أو عن عملياته العسكرية إلا بعد تحقيق أهدافه المعلنة، قائلًا: “في وقت قريب سنشاهد مشروعًا سياسيًا وقد يحدد مصير الفلسطينيين وغزة والقضية الفلسطينية برمتها”.

واستكمل: “وهذا لأن عملية السلام مطروحة بقوة على أجندة الإدارة الأمريكية، ولذلك على إسرائيل أن يكون لديها رد على تلك المبادرة وعلى الضغوط الأمريكية”.

اتفاق وقف إطلاق النار

وعن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، قال المطيري إنه لا شك متمسك بنقطتين مهمتين وهما إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس.

وأضاف: “إذا كانت أي مبادرة أو مشروع لا يتضمن هاتين النقطتين، لن يحصل وقف إطلاق النار، وهذا يعني استمرار القتل والقصف على غزة ورفح لمجرد القتل بحجة أن حماس موجودة بين المدنيين هناك”.

وتابع المطيري: “نتنياهو لم يرفض بشكل تام المبادرة الأمريكية ولكنه تحدث عنها بلغة مخففة، وقال إنهم مستمرون في القضاء على حماس والسعي لإطلاق سراح الرهائن في غزة”.

وقال: “إذن نحن أمام رفض ولكن رفض بطريق غير مباشر، وبحسب التفسير الإسرائيلي فإن المبادرة الأمريكية لن تؤتي ثمارها ولن تكون عملية يحدث من ورائها وقف لإطلاق النار”.

حل القضية الفلسطينية

قال المطيري: “إسرائيل ترى السلطة الفلسطينية مثلما ترى حماس، وترفض أي شروع سياسي لحل القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “من الناحية السياسية فتعاملها مع حماس واضحًا الآن، ولكن بالنسبة لحركة فتح فهي تعاملت مع السياسيين التابعين لها من قبل سواء على المستوى الأمني أو السياسي وحتى على المستوى الاقتصادي”.

وأوضح المطيري: “الآن الرفض التام للتعامل مع الفلسطينيين يرجع لأن هناك مشروعًا سياسيًا إسرائيليًا سيخرج إلى النور لا يتضمن المقاومة أو الممثلين الفلسطينيين أو الحركات المسلحة الفلسطينية”.

وأشار إلى أن هذا المشروع يثير التساؤلات حول وجود تمثيل دولي للقضية الفلسطينية، ومن سيمثل القضية الفلسطينية في المحادثات إذا تم فتح الباب لهذه المفاوضات للوصول إلى حل لهذه القضية وتحقيق مطلب وجود دولة فلسطينية.

المصدر:  الإخبارية