تعيش الحكومة الإسرائيلية أزمة طاحنة بسبب الخلافات الكبيرة بين قادة مجلس الحرب، حول أهداف العدوان على قطاع غزة وألوياته، وإهمال رئيسها قضية إعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويقول المحللون إن مصدر هذه الخلافات مرور 8 أشهر على بداية الحرب دون نجاح حكومة نتينياهو في تحقيق أهم هدفين للحملة العسكرية، والمتمثلين في إنهاء حكم حماس وتقويض قدراتها القتالية، وإعادة “المختطفين”.
مرّت هذه الفترة الطويلة من الحرب ولم تنجح حكومة نتنياهو سوى في تدمير أغلب مدن القطاع وتشريد ساكنيها، بينما المقاومة ما زالت تقاوم، والأسرى بيدها.
إسرائيل تعاني الفرقة السياسية
هدّد عضو مجلس الوزراء الحربي، بينتي غانتس، أنه سيترك الحكومة يوم 8 يونيو المقبل، في حال لم يتراجع “نتنياهو” عن إصراره على السيطرة العسكرية على قطاع غزة بعد الحرب.
وقال “غانتس” في مؤتمر صحفي، يوم السبت 18 مايو، إن “نتنياهو يتحالف مع من وصفهم بالمتعصبين في اليمين المتطرف الذين “سيأخذون إسرائيل إلى الهاوية”.
وأضاف “غانتس” أن “بعض من تم إرسالهم للمعركة يتصرفون بجبن وانعدام للمسؤولية، ويعجزون عن اتخاذ قرارات حاسمة”.
وكشفت عن رؤيته لحكم غزة بعد الحرب، مشيرًا أنها يجب أن تكون عبر ائتلاف أمريكي أوروبي عربي إسرائيلي.
ورد مكتب “نتنياهو” على تصريحات “غانتس”، اليوم الأحد، متهمًا إياه باختيار “هزيمة إسرائيل وقيام الدولة الفلسطينية وتفكيك حكومة الطوارئ في منتصف العملية الجارية لتحقيق أهداف الحرب”.
وجدّد “نتنياهو” تصميمه على القضاء على كتائب حماس وعودة المحتجزين ومعارضة إقامة الدولة الفلسطينية.
وقبل أيام قليلة، وتحديدًا في 16 مايو الجاري، اتهم يوآف غالانت “نتنياهو” بالمسؤولية عن الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وطالبه بوضع خطة واضحة لمسألة اليوم التالي للحرب.
ورفض “غالانت” بقاء الجيش في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب أو حتى تولي إسرائيل مسؤوليتها مدنيًا؛ لأن هذا سيكلّف ثمنًا باهظًا، حسب قوله.
ورد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على تصريحات “غانتس” بدعوة رئيس الحكومة إلى إقالته، إلى جانب وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت.
وقال “بن غفير” في تصريحات لموقع “واينت” العبري، اليوم الأحد: “هذه حكومة يمينية، ويمكن لنتنياهو إيجاد أشخاص مناسبين لهذه المناصب”.
وأضاف: “ليس أمامنا سوى احتلال غزة، وتشجيع الهجرة الطوعية لسكانها، وبناء مستوطنات يهودية فيها”.