أحداث جارية سياسة

ماذا نعرف عن الرصيف الأمريكي العائم في غزة؟

انتهت القوات الأمريكية من تركيب الرصيف العائم في غزة يوم الخميس الماضي، فيما قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن أول دفعة مساعدات عبرت إلى غزة في الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة.

وكان منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي قد أكد في وقت سابق من يوم الجمعة أن أولى شاحنات المساعدات التي تحمل المساعدات الإنسانية قد نزلت إلى غزة مباشرة من الرصيف المؤقت الذي أقامه الجيش الأمريكي.

ومع بدء تدفق المساعدات عبر رصيف بحري أقامته الولايات المتحدة قبالة ساحل قطاع غزة، أبدى فلسطينيون شكوكاً إزاء وجود أهداف أخرى للميناء العائم الذي بدأ الأميركيون تشييده قبل ما يقرب من شهرين، حسبما أفادت “وكالة أنباء العالم العربي”.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن الرصيف البحري: “قد يكون مقدمة لعملية تهجير تساهم فيها الإدارة الأميركية لصالح إسرائيل”، مؤكداً ضرورة فتح المعابر للمساعدات والأفراد في ظل وجود 22 ألف مصاب ومريض بحاجة إلى السفر للعلاج خارج القطاع.

الرصيف الأمريكي العائم في غزة

ويُمثّل افتتاح الرصيف العائم، الذي بنته الولايات المتحدة بكلفة قدرها 320 مليون دولار، أول استخدام رئيسي لطريق بحري يهدف إلى توصيل المساعدات لسكان غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، إذ يتطلب الأمر جهود مئات الجنود، والعديد من السفن، ومهمة تدعمها منظمات إنسانية والعديد من الدول.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن خطط إدارته بشأن ذلك الميناء، في مارس الماضي، خلال خطاب “حالة الاتحاد”.

ويأتي افتتاح الرصيف في وقت حرج من الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر في غزة، إذ بدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة رفح، جنوبي القطاع، ما يهدد نقطتي عبور المساعدات الرئيسيتين.

ولم تحدد الولايات المتحدة خطة تخزين المساعدات وتأمينها وتوزيعها بمجرد نزولها إلى البر، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا سابقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إنهم يخططون للعمل مع برنامج الأغذية العالمي التابع لهيئة الأمم المتحدة، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” بات رايدر إن الوكالة الأممية ستنضم إلى الجهود اللوجيستية.

وبدأت الولايات المتحدة بناء الرصيف العائم في أواخر أبريل بتكلفة 320 مليون دولار وبمساعدة نحو 1000 جندي وبحار أمريكي.

وقالت الولايات المتحدة إنه مجرد إجراء مؤقت “ذو طبيعة إنسانية بالكامل”. تم تحميل قطع الرصيف على متن السفن على الساحل الشرقي للولايات المتحدة ثم “نقلها مسافة 6000 ميل عبر المحيط”، فيما تم تجميع القطع قبالة سواحل غزة، على أن يتم التجميع النهائي في ميناء أشدود الإسرائيلي.

كيف سيتم نقل المساعدات؟

وقالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاجون، إن تكلفة الرصيف تمثل تقديراً تقريبياً للمشروع وتشمل نقل المعدات وأقسام الرصيف من الولايات المتحدة إلى ساحل غزة، بالإضافة إلى عمليات البناء وتوصيل المساعدات.

وبموجب خطة الجيش الأمريكي، سيتم تحميل المساعدات على سفن تجارية في قبرص لتنقلها إلى الرصيف العائم. وسيتم تحميل المنصات على شاحنات ستكون بدورها محمولة على سفن أصغر تتجه إلى جسر معدني عائم ذي مسارين.

ووفقاً للبنتاجون، تشتمل الخطة على مكونين أساسيين يتعين تجميعهما معاً: مَرسى ضخم عائم مصنوع من قِطع فولاذية وطريق ممهّدة من حارتين بطول 548 متراً (1.800 قدم) ورصيف.

وتتكون الطريق الممهّدة من قِطع فولاذية كلّ منها بطول 12 متراً (40 قدماً) متصلة معاً لغاية الساحل.

وستصل سفن الشحن محمّلة بمواد المساعدات إلى المرسى، ثم يجري تفريغ الحمولات في مجموعة من المراكب والسفن الصغيرة – المعروفة باسم سفن الدعم اللوجيستي – قبل أن تؤخذ هذه إلى رصيف الميناء على الساحل.

ومن على الرصيف، ستتولى الشاحنات مهمة نقل مواد المساعدات إلى اليابسة، ومن ثم إلى داخل قطاع غزة.

وستصل الطريق الممهّدة بين المرسى الضخم العائم في البحر والساحل، بحيث لا تضطر الولايات المتحدة إلى نشر قوات على الأرض في غزة.

ومن المتوقع أن يشارك أكثر من ألف جندي أمريكي في هذه العملية، بينما لن يكون هناك “جنود على الأرض”، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية، ويُعرف هذا المشروع الإنشائي البرمائي رسمياً باسم “اللوجيستيات المشتركة على الساحل”.

وكان بايدن قد أمر القوات الأمريكية بعدم وضع أقدامها على شاطئ غزة، وفق “أسوشييتد برس”، وسيتعامل الرصيف في البداية مع 90 شاحنة يومياً، ولكن هذا العدد قد يصل إلى 150 عندما يعمل بكامل طاقته.

دور شركة “فوغبو”

وللمساعدة في إنجاز هذه المهمة، دخلت الولايات المتحدة في شراكة مع شركة خاصة لا تحظى بشهرة واسعة تُدعى “فوغبو” ويديرها مسؤولون سابقون في الجيش والمخابرات الأمريكية، وفقاً لشبكة “بي بي سي”.

ويدير الشركة كل من اللفتنانت كولونيل السابق بسلاح مشاة البحرية سام ماندي، الذي سبق وقاد قوات في الشرق الأوسط؛ والضابط السابق بقوات المخابرات المركزية الأميركية شبه العسكرية مايك مالروي، والذي يشغل حالياً منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً: