بدأت القوات الإسرائيلية في إخلاء المدنيين من مدينة رفح منذ صباح اليوم الإثنين، فيما يُنذر بهجوم وشيك يهدد به الاحتلال منذ فترة طويلة.
وتزعم إسرائيل أن رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة هي المعقل الأخير لعناصر حركة حماس، وأن حملتها العسكرية المتوقعة تأتي بهدف الإيقاع بهم.
وتُعد رفح هي أكبر منطقة تضم مدنيين فلسطينيين في الوقت الحالي، بعد نزوح أكثر من مليون مدني جراء الحرب التي اندلعت منذ 7 أكتوبر الماضي.
ووفق ما نقلته رويترز عن شهود عيان، فإن المطالبات بالإخلاء تمت من خلال رسائل نصية ومكالمات عبر الهاتف، إلى جانب منشورات يتم توزيعها باللغة العربية.
وتطالب قوات الاحتلال الأسر بالانتقال مرة أخرى إلى منتصف القطاع فيما وصفته بـ “منطقة إنسانية موسعة” تقع على بُعد 20 كيلومترًا من رفح.
The IDF has expanded the humanitarian area in Al-Mawasi to accommodate the increased levels of aid flowing into Gaza. This expanded humanitarian area includes field hospitals, tents and increased amounts of food, water, medication and additional supplies.
In accordance with the… pic.twitter.com/si47k9FCCz
— Israel Defense Forces (@IDF) May 6, 2024
كيف ترى حماس الإخلاء؟
نقلت رويترز عن مسؤول بارز في حركة حماس إدانته لأمر الإخلاء، واصفًا إياه بـ “التصعيد الخطير الذي يحمل عواقب”.
وقال المسؤول سامي أبو زهري لرويترز إن الإدارة الأمريكية تتحمل إلى جانب الاحتلال مسؤولية هذا الإرهاب في إشارة إلى تحالف إسرائيل مع واشنطن.
وفي الوقت الذي طالبت فيه قوات الاحتلال المدنيين بإخلاء القطاع، إلا أنها لم تُعلن عن أي عمل هجومي تابع لهذه الخطوة حتى الآن.
ومن خلال تواصل رويترز مع بعض اللاجئين في رفح عن طريق تطبيق دردشة، قال أبو رائد “هطلت أمطار غزيرة ولا نعرف إلى أين نذهب، كنت أشعر بالقلق من أن هذا اليوم قد يأتي. يجب أن أرى الآن إلى أين يمكنني أن آخذ أسرتي”.
وأشار شهود آخرين إلى المناطق التي تطالبهم إسرائيل بالنزوح إليها مزدحمة بالفعل ولا يوجد بها متسع لاستقبال نازحين جُدد أو خيام أخرى.
هجوم مدمر
من ناحيتها وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، الخميس الماضي، أي هجوم محتمل من جانب إسرائيل بأنه سيكون مدمرًا، خصوصًا وأن المدينة تضم 1.4 مليون شخص.
وقالت الوكالة إنها ستظل جاهزة لتقديم خدماتها في رفح لتقديم المساعدات لأطول فترة ممكنة.
ويثير احتمال شن عملية تسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا قلق القوى الغربية ومصر المجاورة التي تحاول التوسط في جولة جديدة من محادثات الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي قد تفرج الحركة الإسلامية الفلسطينية بموجبها عن بعض الرهائن.
وتسببت خطة الهجوم الإسرائيلي على رفح في توترات واضحة بين تل أبيب وواشنطن، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت إن خطة الهجوم جاءت بعد تعثر المفاوضات غير المباشرة التي ألقى فيها باللوم عى حماس.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان: “خلال مباحثاتهما، ناقش غالانت الجهود المبذولة لتحقيق إطلاق سراح الرهائن، وأشار إلى أن حماس ترفض في هذه المرحلة الأطر المطروحة”.
وأكد غالانت أن العملية العسكرية في رفح ضرورية في ظل عدم وجود خيار آخر.
عملية الإخلاء
بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن عمليات الإخلاء تمت في مناطق بعينها على أطراف رفح، وسيتم إجلاء المدنيين في مدن الخيام في خان يونس والمواسي القريبتين.
وقال مسؤولون طبيون إنه في غارة جوية ليلية على رفح، قصفت الطائرات الإسرائيلية عشرة منازل، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة عدد آخر.
ويوم الأحد الماضي، شنت حماس هجومًا صاروخيًا على مواقع في رفح أدى إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين بالقرب من معبر كرم أبو سالم، فيما قتلت الهجمات الإسرائيلية نحو 19 فلسطيني.
وتزامن الهجوم على المعبر مع تعثر مفاوضات إطلاق النار في القاهرة، بعد أن كررت حماس مطلبها بإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن، واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك بشكل قاطع.
وتُحمَل إسرائيل حماس مسؤولية عدم التوصل إلى حل في المفاوضات، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الإثنين، إن الحرب على غزة مستمرة بنفس الأهداف وهي القضاء على حماس وتحرير الرهائن.
ومنذ شن العدوان الإسرائيلي على غزة، قُتل ما لا يقل عن 34 ألف فلسطيني، 29 منهم خلال الساعات الماضية فقط.
فيما بلغ عدد المصابين ما يزيد عن 77 ألف فلسطيني جراء الهجوم والغارات، وفق بيانات وزارة الصحة الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل إن هذه الهجمات ردًا على الهجوم الذي قامت به حماس في نفس اليوم من شهر أكتوبر الماضي، وتزعم أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة إسرائيلية.
واتهم أمس الأحد مسؤول كبير في الأمم المتحدة إسرائيل بمواصلة منع وصول المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى قطاع غزة.
وتُحذر الأمم المتحدة منذ أسابيع من مجاعة محتملة في القطاع الذي يعاني بالفعل أزمة إنسانية، في ظل عدم توافر الغذاء والمستلزمات الطبية لنحو 2 مليون و300 ألف شخص.
المصدر: رويترز