أحداث جارية سياسة

بسبب التهديدات.. هل تنقل حماس مقراتها إلى تركيا؟

باتت التهديدات الوجودية تحيط بحركة حماس، في ظل تعثر المفاوضات مع إسرائيل وزيادة الضغوطات المستمرة عليها.

وتنحصر الضغوطات المفروضة في بقائها داخل قطاع غزة، أو وجود مكان آمن لأعضائها السياسيين خارج فلسطين.

وخلال الأيام الماضية، أُثير التساؤل حول المكان الذي ربما تلجأ إليه حماس لنقل مقراتها، بعدما أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحركة تبحث عن مكان بديل لمقراتها خارج قطر.

ويأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي تتعرض فيه الدوحة لضغوطات من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي، ولاحت سلطنة عمان كخيار بديل.

وجاءت تلك التقارير بعدما أوضحت الدوحة أنها بصدد تقييم جهود الوساطة التي قامت بها طوال الأشهر الماضية بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي غضون ذلك، قام رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، بزيارة إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ورجح الكثيرون أن هذه الزيارة ربما تأتي بغرض بحث نقل مقرات حركة حماس إلى إسطنبول.

وتواجه حماس أيضًا عدم استقرار داخل غزة في ظل استمرار الحرب، والدعم الدولي الكبير المقدم إلى إسرائيل.

بسبب التهديدات.. هل تنقل حماس مقراتها إلى تركيا؟
يتوقع الكثيرون أن اللقاء الذي جمع بين هنية وأردوغان كان لبحث نقل مقرات حماس إلى تركيا

خيارات حماس

يرى رئيس مجلس الإدارة بملتقى الحريات فلسطين، أشرف عكة، أن الخيارات أمام حماس ليست أفضل من تلك المتاحة أمام الشعب الفلسطيني.

وفيما يخص الانتقال إلى تركيا، يقول عكة في مداخلة خلال برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن تركيا بحاجة إلى انتقال مقرات حماس إليها أكثر من حاجة الحركة نفسها.

وأضاف: “ولكن هناك رأي عام تركي رافض لسياسات أردوغان المراوغة خلال الفترة الماضية، والتي لم تكن جدية في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية”.

وتابع عكة: “تركيا تريد العودة والدخول إلى مسرح الأحداث عبر استدعاء حماس بهذه الطريقة، ولكن حتى هذه اللحظة حماس تنفي بشكل واضح وجود أي علاقة بين زيارة هنية بانتقال قيادات الحركة”.

وقال: “هناك أكثر من مكان يمكن أن تذهب إليه القيادات إذا كانت خيارات حماس صفرية بالمعنى السياسي أو على مستوى التحالفات الإقليمية”.

واستكمل: “يجب أن تعي حماس أنها حركة مقاومة فلسطينية، وألا تقع في أحضان التناقضات الإقليمية، وألا تذهب إلى تركيا أو غيرها إلا في إطار المصلحة الوطنية”.

وأشار عكة إلى أن هناك ملاحظات على بعض المواقف، خصوصًا وأن حماس تقود مفاوضات بعيدًا عن القيادة الفلسطينية وعن الشرعية الفلسطينية.

وقال: “وبالتالي يجب أن تكون هناك تفاهمات فلسطينية، وإبراز الموقف الرسمي الفلسطيني وهو عدم التدخل في شؤون المنطقة الحساسة”.

وأضاف: “وأعتقد أن الدور المصري القطري العربي والمجموعة السداسية العربية مهم جدًا لتأمين حماس وضمان وجودها”.

مرحلة جديدة من الدعم

وصفت الصحيفة الإسرائيلة “ذا جيروزاليم بوست” اللقاء الذي جمع هنية وأردوغان بأنها مرحلة جديدة من الدعم المقدم إلى حركة حماس في المنطقة.

وقالت الصحيفة في تحليل، إن هذا الدعم قد يؤثر على الصراع بين حركة المقاومة وإسرائيل في المنطقة.

وأضافت أن أنقرة ترحب بحركة حاس بشكل أفضل مما تقوم به مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، بل إنها تتعمد تهميشمهما.

وتابعت أن هذا الاختلاف في المعاملة يأتي في الوقت الذي قالت فيه تركيا إن الرد الأقوى على إسرائيل يكمن في توحيد الصف الفلسطيني، ولذلك كان من الأفضل استضافة ممثلين لكلا الفريقين.

وتقول الصحيفة إن تركيا اختارت بدلًا من ذلك تقديم دعم منفرد إلى حماس والذي يحمل رمزية كبيرة، وكأنه مكافأة على قتل ألف شخص واحتجاز 150 رهينة، بحسب جيروزاليم بوست.

وأشارت إلى أن الدوحة، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو، تستضيف حماس بانتظام، في حين أن تركيا حليف في الناتو.

وانتقدت الصحيفة تشبيه الرئيس التركي لما تقوم به حماس من هجمات على إسرائيل بحرب الاستقلال التركية، كما انتقدت اللقاءات التي جمعت بين المسؤولين الأتراك وقيادات حماس مؤخرًا.

بسبب التهديدات.. هل تنقل حماس مقراتها إلى تركيا؟
تقول صحيفة جيروزاليم بوست إن تركيا ترغب في إظهار المزيد من الدعم لحركة حماس

خطة أوسع

وقالت الصحيفة إن تركيا ترغب بالرسائل التي أطلقتها خلال لقاء قيادات حماس إظهار المزيد من الدعم، خصوصًا وأنها تحمّل إسرائيل مسؤولية تطورات الأوضاع في المنطقة، بدلًا من لوم حماس.

ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات بين تركيا وحماس ليست وليدة هذه الأيام، بل إنها بدأت في الفترة بين 2019 و2020، حينما زادت تركيا عدد الزيارات العامة رفيعة المستوى التي قامت بها حماس.

ووفق جيروزاليم بوست، كانت هناك مصالحة واضحة بين إسرائيل وتركيا في هذا الوقت، واقترح بعض الخبراء أن تقوم إسرائيل بتقليص علاقاتها المزدهرة مع اليونان وقبرص، وإعادة توجيه المزيد من التجارة إلى تركيا حتى تعتمد إسرائيل على أنقرة لتلبية احتياجات الطاقة وغيرها من التجارة.

وتقول الصحيفة في التحليل: “ولكن يبدو أن الهدف من هذا التقارب كان جعل إسرائيل تابع إلى تركيا، بما يضمن المزيد من النفوذ لأنقرة عند شن هجمات من حماس على تل أبيب”.

المصدر: Jpost