سياسة

الولايات المتحدة في مشهد التصعيد بين إيران وإسرائيل.. فاعلة أم متقاعسة؟

تحاول الولايات المتحدة، وفق ما تعلنه، منع التصعيد في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران، بعد الهجمات التي شنتها الأخيرة مطلع الأسبوع الجاري.

وتسعى إدارة بايدن إثناء إسرائيل إلى الرد على الهجمات الإيرانية، ولكنها قالت في نفس الوقت إنها لن تتأخر عن تقديم الدعم الكامل لدولة الاحتلال من أجل الدفاع عن نفسها.

وكشف أستاذ العلوم السياسية، الدكتور نبيل ميخائيل، في مداخلة لبرنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع موجة التصعيد.

وقال: “أعتقد أنه يجب أن يكون الرئيس بايدن دقيقًا في تعبير كلمة محدودة التي وصف بها الهجمات التي شتشنها إسرائيل على إيران”.

وتابع ميخائيل: “عليه أن يتوخى الدقة فيما يتعلق بكلمة محدود، وتوضيح ما إذا كان يقصد بها استمرار العملية العسكرية لعدة ساعات أم لعدة أيام أو شهور، وما هي حجم القوة الإسرائيلية المستخدمة”.

وأشار إلى أن الجميع يتوقع أن يكون الرد في صورة غارة جوية إسرائيلية، ولكن لا نعرف مدى حجم تلك القوة، وفق قوله.

واستكمل: “الرئيس بايدن يحاول أن يقرب مواقف بلاده مع الأوروبيين، لأنهم يقدمون أيضًا معونة ودعمًا عسكريًا لإسرائيل”.

وقال: “الرئيس بايدن يُحيي عقيدة كارتر التي أعلنها في 23 يناير 1980، عندما قال إن أي هجوم على منطقة الخليج يُعد اعتداءً على المصالح الأمريكية، وبالتالي يصل الحاضر بالماضي”.

الولايات المتحدة في مشهد التصعيد بين إيران وإسرائيل.. فاعلة أم متقاعسة؟
أطلقت إيران 300 طائرة مسيرة وصاروخ تجاه إيران مطلع الأسبوع الماضي

تقاعس عن الحل!

قال ميخائيل إن الرئيس بايدن حذر من توسيع صراع غزة إلى حرب إقليمية في المنطقة، مدفوعًا بالمشهد المتأزم بين إيران وإسرائيل.

وأضاف: “ولكن حتى الآن لم يتحذ بايدن أي إجراءات تجهض هذا التوجه نحو حرب إقليمية”.

وتابغ ميخائيل: “هو يعرف أن الأوروبيين وتحديدًا ماكرون يبعث بسفن إسرائيلية لمساعدة إسرائيل، فلماذا لا يتواصل بايدن من هؤلاء القادة لإقناعهم على العمل سويًا من أجل منع التصعيد؟”.

على الناحية الأخرى، يرى ميخائيل أن ترامب سيكون لاعبًا أساسيًا في أحداث الشرق الأوسط، وسيطالب بوقف الحرب وسيتعهد أمام الناخب الأمريكي بالتواصل مع روسيا والصين لوضع حد لهذا التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: “إذا استمر التوتر في منطقة الشرق الأوسط ختى انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل، فسيعمل ترامب وقادة الدول الأخرى على تهدئة الأوضاع من أجل إجراء هذا الاستحقاق في ظروف ملائمة”.

وفيما يخص موقفي روسيا والصين، قال ميخائيل إن الدفاعات الجوية الإيرانية قد تحصل على دعم من خبرات كلتا الدولتين في هذا الصراع.

الولايات المتحدة في مشهد التصعيد بين إيران وإسرائيل.. فاعلة أم متقاعسة؟
سيحاول ترامب بالتعاون مع دول أخرى تهدئة الأجواء بين إيران وإسرائيل إذا استمر الصراع حتى نوفمبر المقبل

سيناريوهات إسرائيل للرد

تخوض حكومة دولة الاحتلال مناقشات كثيفة حول الرد على الهجوم المباشر وغير المسبوق لإيران على إسرائيل، ولكن دون الخوض في تفاصيل طبيعة الرد وموعده.

وكانت إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في وقت متأخر من مساء السبت الماضي، وتقول إسرائيل إنها اعترضت 99% منها.

وجاء الهجوم الإيراني ردًا على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي قتلت 16 ضابطًا بارزًا.

وتتعدد سيناريوهات الرد بالنسبة لإسرائيل وفق الآتي:

استهداف المنشآت النووية الإيرانية

التابعة للحرس الثوري، لما تحمله من تهديد وجودي لإسرائيل، وستكون العملية إما سرية أو غارة جوية عن طريق طائرة جوية مقاتلة من طراز F-35.

لكن استهداف النووي الإيراني يُنظر إليه كتصعيد كبير، وربما يتحول إلى صدام مباشر بين الطرفين لذا، قد تلجأ إسرائيل إلى الخيار الثاني.

اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني

هو الخيار الأبرز، نظرًا لتاريخ إسرائيل في اغتيال القادة الإيرانيين، وقد تؤثر الاغتيالات على رسم الهجمات الإيرانية وطريقتها.

ولكن وفق صحيفة “تليغراف” فهذا الخيار لن يضيق الخناق بشكل كاف، ولذلك قد تقرر الاعتماد على خيار آخر.

تدمير إنتاج إيران للأسلحة

من خلال استهداف مصانع الأسلحة والطائرات من دون طيار، وخطوط الإمداد من أجل شل القدرات الإيرانية في المستقبل وتدمير قدرتها على إنشاء المسيرات.

لكن هذا الأمر يتطلب غارة جوية باستخدام طائرات مقاتلة أو صواريخ بعيدة المدى، ما قد يعني شللًا في إنتاج الأسلحة بالنسبة لإيران، ولكن المال سيتدفق من أجل العودة إلى إنتاج المزيد منها.

وتبقى المخاوف الإسرائيلية التي قد توجهها إلى خيار آخر وهو ضرب مصادر النفط والتأثير على العائدات التي تتجاوز بها إيران العقوبات الدولية.

ولكن تداعيات هذا السيناريو الذي قد يؤثر على أسواق النفط، قد يجعل إسرائيل تتجه إلى خيار آخر.

ملاحقة وكلاء إيران

هو الخيار الأرجح، وستقوم إيران من خلال بضرب أهداف استراتيجية لها في الخارج، أو ملاحقة مجموعات مسلحة مختلفة تدعمها إيران مثل حزب الله في لبنان أو جماعة الحوثي في اليمن.

وبشكل عام، تتأهب كل من إيران وإسرائيل لجميع السيناريوهات المطروحة رغم الضغوطات الغربية الخجولة التي تحاول إقناع تل أبيب بشن ضربات محدودة تضمن عدم توسيع الصراع.

المصدر: قناة الإخبارية