أحداث جارية سياسة

مع انتقادات بايدن الحادة لنتنياهو.. هل سينعكس الأمر على علاقات واشنطن بتل أبيب؟

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي انتقد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاصفة من الجدل، حيث قال بايدن إن نهج نتنياهو بشأن غزة كان خطأ  وحث إسرائيل على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وذلك في مقابلة بثت أمس الثلاثاء.

وتعتبر تعليقات بايدن من أقوى انتقاداته حتى الآن لنتنياهو وسط توترات متزايدة بشأن عدد الشهداء المدنيين بسبب الحرب الإسرائيلية والظروف القاسية داخل غزة.

وكثف بايدن أيضا ضغوطه على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة المدمرةن مؤكدًا أنه ليس هناك أي عذر لعدم توفير الاحتياجات الطبية والغذائية لهؤلاء الناس.

دوافع بايدن لانتقاد نتينياهو

قال طارق الشامي الباحث في إندبندنت عربية إن الرئيس جو بايدن قد عاد إلى توجيه انتقادات شخصية لبنيامين نتنياهو مثلما كان يفعل من قبل أن تحدث مكالمات بين الطرفين اللذين اتفقا على ألا يوجد الرئيس الأمريكي انتقادات شائنة لرئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأضاف أن عودة الرئيس الأمريكي إلى انتقاد الجانب الإسرائيلي بسبب عدم تنفيذ الاحتلال للمتفق عليه بشأن عدم اقتحام رفح، ولذلك يحاول بايدن إحراج نتنياهو في الداخل الإسرائيلي من ناحية، وأن يفيد نفسه في الداخل ليظهر أنه غير ضالع فيما يرتكب الاحتلال من جرائم وتجاوزات خاصة بعد ارتفاع حدة الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي.

وأوضح الشامي أن بايدن تلقى مذكرة من 36 من الأعضاؤ الديمقراطيين في مجلس النواب ليرفضوا طريقة إدارة إسرائيل للصراع في غزة، وبينهم ناني بيلوسي التي كانت دائمًا داعمة لإسرائيل.

أشار طارق الشامي إلى أن تشاك شومر انتقد نتنياهو قبل عدة أيام ودعا الإسرائيليين بشكل مباشر إلى التفكير في حكومة أخرى، وهو ما يعد تحولًا من قبل أعلى منصب لشخص يهودي في الكونغرس الأمريكي.

وأفاد الشامي أن بايدن يحاول إرضاء شريحة كبيرة من الناخبين في الولايات المتأرجحة التي يرى أنها لو لم تدعمه سيخسر الانتخابات القادمة.

اقتحام رفح يعزز الخلاف

أكد طارق الشامي الباحث في إندبندنت عربية أن إصرار نتنياهو على اقتحام رفح سينعكس على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية حيث قدمت واشنطن إشارات حمراء بما فيه الكفاية لإقناع الاحتلال بالعدول عن فكرة اقتحام رفح.

وأضاف الشامي أن الأمريكيين يرون أن هذا الاقتحام سيزيد الطين بلة وسيضاعف حدة الاختلاف والانقسام الداخلي في الحزب الديمقراطي مما سيؤثر على حظوظ بايدن في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأن ذلك سيزيد من عزلة الولايات المتحدة الدولية والإقليمية التي حدثت نتيجة الدعم المستمر لإسرائيل.

وسلط الشامي الضوء على تصريحات كبير الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية غريغوري ميكس، أنه قد يعطل صفقات تريدها إسرائيل مثل مقاتلات إف 15 والتي من المفترض أن تستلمها في 2029، وذلك من خلال تقديم أسئلة لوزارة الخارجية الأمريكية حول كيفية استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة.

وأوضح الشامي أن كل تلك لخطوات كلها تمثل وسائل ضغط على إسرائيل، وأن واشنطن دائمًا تحتفظ بآخر ورقة وهي وقف المساعدات العسكرية ووقف إرسال الأسلحة والذخائر للاحتلال، والتي يصعب استخدامها كي لا تكون ورقة رابحة للجمهوريين المتحالفين مع اللوبي الإسرائيلي القوي في واشنطن.

وأشار طارق الشامي أن هنا وسيلة ضغط قد تسبق وقف المساعدات العسكرية قد تضطر إدارة بايدن لاستخدامها وهي وقف الدعم الدبلوماسي بألا تستخدم حق “الفيتو” في الأمم المتحدة إذا تقدمت فرنسا بالمشروع التي لوحت به لوقف إطلاق النار.

المصدر:

الإخبارية