يواجه الاحتلال الإسرائيلي اتهامات من منظمات أممية وبلدان بتعمد عرقلة دخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة؛ لتجويع الفلسطينيين العالقين هناك.
وتدافع إسرائيل عن نفسها بأن السلطات سمحت بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات إلى جانب فتح ممر بحري من قبرص، فضلًا عن البوابة 96، كبديل عن الفتح الكامل لمعبري رفح وكرم أبو سالم.
إسرائيل تراوغ العالم عبر البوابة 96
تمثّل البوابة 96 ثقب في السياج الحدودي لغزة، يمكن لشاحنات المساعدات الانطلاق منها نحو المناطق الشمالية للقطاع مباشرة، متجنبة لذلك رحلة طويلة وصعبة عبر نقاط ساخنة للمواجهات المسلحة بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة.
وتحذّر الأمم المتحدة من أن المجاعة ستحل في شمال غزة بعد أسابيع إذا لم يسمح الاحتلال بزيادة حجم المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين.
من جهتها، تقول سلطات الاحتلال إنها سهّلت دخول ما يزيد عن 350 شاحنة مساعدات إلى شمال القطاع خلال الشهر الماضي، وهو أقل بكثير جدًا من الاحتياجات الفعلية، فحسب منظمات الإغاثة، تحتاج المنطقة إلى 500 ساحنة يوميًا.
نقلت “BBC” عن العقيد موشيه تيترو، رئيس إدارة التنسيق والارتباط بجيش الاحتلال، التي تتولى الموافقات على قوافل المساعدات، تصريحات نفى فيها أن بلاده هي من يعرقل دخول المساعدات الإنسانية لغزة.
وحمّل “تيترو” وكالات الإغاثة المسؤولية عن هذه الأزمة، قائلًا إنها لا تتمتع بالقدرات اللوجستية اللازمة لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين.
وأشار “تيترو” أنه تمت الموافقة على عبور 20 شاحنة في إحدى ليالي هذا الأسبوع، إلا أن 7 فقط هي التي وصلت إلى شمال غزة.
وقال إن إدارته اتخذت الكثير من الإجراءات لزيادة حجم المساعدات، إلا أن المنظمات الإغاثية هي التي تواجه عقبات تتعلق بعدد الشاحنات والسائقين واعتبارات تشغيلية أخرى.
بحسب ماثيو هولينجورث، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي، والذي كان على متن إحدى الشاحنات التي كانت تقف بجوار السياج الحدودي في ذات الليلة، فإن رواية العقيد موشيه تيترو غير صادقة تمامًا.
وأوضح “هولينجورث” أن هناك سببًا محددًا لعدم تمكن برنامج الأغذية العالمي من توفير جميع المركبات العشرين التي تم الحصول على الموافقات لدخولها.
وقال: “في هذه القافلة على وجه الخصوص، تم منحنا حدًا أقصى قدره 15 سائقًا تم فحصهم من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي وتم السماح لهم باستخدام هذا الطريق، ولكن لم يكن لدينا سوى سبعة سائقين فقط”.
وأضاف أن بعض السائقين المعتمدين ذهبوا إلى مدينة غزة في اليوم السابق، وظلوا عالقين هناك، مشيرًا أن قيادة شاحنة فارغة عبر غزة تحتاج إلى موافقة الجيش الإسرائيلي.
وقال: “نحتاج إلى تصريح لـ50، 60، 70، 80 سائق شاحنة لاستخدام هذه الطرق كل يوم”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى المزيد من نقاط الدخول إلى شمال غزة ومدينة غزة، ونحتاج إلى موافقات مبكرة حتى نتمكن من تسيير قوافل متعددة كل يوم”.
اقرأ أيضًا:
“الأونروا”.. شريان حياة للفلسطينيين
عطاء لا يتوقف.. مركز الملك سلمان للإغاثة يرصد الملايين لدعم فلسطين
3 عوامل لنجاح اللجنة الوزارية العربية الإسلامية في حشد دعم دولي لفلسطين
المصادر:
