أحداث جارية سياسة

بعد فوز “بوتين” في الانتخابات.. ما هي الخطوة التالية بالنسبة لروسيا؟

بوتين

شهدت الانتخابات الرئاسية الـثامنة في تاريخ الروسي الحديث على غير العادة استمرار التصويت لمدة ثلاثة أيام، ويتنافس فيها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين كمرشح مستقل، مع ثلاثة مرشحين في الاقتراع وهم سياسيون غير بارزين ينتمون إلى أحزاب معارضة.

حصد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 87 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي انتهت أمس الأحد، بحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد “فتسيوم” الرسمي وتمت إذاعة نتائجه على التلفزيون العام.

وبحسب البيانات الأولية من لجنة الانتخابات المركزية: حصد بوتين على 87.97% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الروسية بعد معالجة 24.4% من الأصوات، ونيكولاي خاريتونوف 3.8% من الأصوات، وفلاديسلاف دافانكوف 3.73%، وليونيد سلوتسكي 2.96%.

بوتين يعلن الوحدة ويشير إلى التحديات المستقبلية بعد إغلاق صناديق الاقتراع

حث بوتين الناخبين على التصويت كنوع من التعبير عن الوحدة الوطنية، وذلك في خطابه الذي وجهه للشعب قبل الانتخابات، قائلاً: “ندرك جميعًا التحديات الكبيرة التي نواجهها كبلد، ونحن بحاجة إلى الوحدة والثقة للتغلب عليها بكرامة ونجاح”، مؤكداً أن الشعب الروسي هو عائلة واحدة كبيرة.

وكرر رسالته حول وحدة الشعب الروسي، بينما كان يرافقه حشد من نشطاء الحملة الشبابية الذين ارتدوا قمصاناً تحمل شعار “انتصار بوتين لروسيا”، لافتاً أن جميع المواطنين الروس هم “فريق واحد” الذين جاءوا للتصويت.

وألمح بوتين إلى المهام الكثيرة التي تنتظره بعد فوزه بفترة رئاسية خامسة، ورغم أنه كان خجولًا في الفترة السابقة للتصويت بشأن تفاصيل هذه المهام، إلا أنه تجنب التكهنات أثناء مقابلة هادئة مع الداعية الحكومي ديمتري كيسليوف.

التكهنات تسود بشأن المستقبل بعد إعادة انتخاب بوتين

تجنب بوتين التكهنات حول ما إذا كان سيتم تغيير حكومي بعد الانتخابات، مشيراً إلى ضرورة مناقشة هذا الأمر بعد فرز الأصوات، وأن الحكومة تعمل بشكل فعال في الوقت الحالي.

تتركز التكهنات حول عدد قليل من القضايا ذات الأهمية الكبيرة، وإذا كانت الانتخابات الرئاسية بمثابة استفتاء على السياسة الخارجية لروسيا، فهل سيمنح الفوز بوتين حرية أكبر في استمرار تدخلاته في أوكرانيا كما يشاء؟ وفي هذا السياق، يبدو أن بوتين لديه مجال للتحرك.

وعبر بوتين عن ثقته في تطورات الوضع على الأرض، خاصة بعد سيطرة القوات الروسية على مدينتي باخموت وأفدييفكا في شرق أوكرانيا.

يعتبر تحقيق التقدم المتزايد في المعارك بشرق أوكرانيا جاء بثمنٍ باهظ من الأرواح، وهذا يثير التساؤلات حول ما قد يلتزم به بوتين وقادته العسكريون في مرحلة ما بعد الانتخابات، فهل سيكون هناك حاجة لجولة جديدة من التعبئة لتعويض الخسائر في القوات؟

التحديات والتوقعات

تتضمن تحليلات مسار عمل بوتين في مرحلة ما بعد الانتخابات مجموعة من التحديات الصعبة، على الرغم من نجاحه في حماية الاقتصاد الروسي من العقوبات على المدى القصير، حيث تفوقت مصانع الذخيرة الروسية في إنتاجها على نظيراتها الأمريكية والأوروبية، وتم تطهير المشهد السياسي من المنافسة إلا أن التوقعات لا تزال مبهمة.

وبغض النظر عن الجهود التي يبذلها بوتين لتحسين الأوضاع لصالحه، فإن مشاكل روسيا الهيكلية، مثل الانحدار الديموجرافي، وتكاليف الحروب والعقوبات، والهشاشة في النظام الحاكم، قد تظل قائمة، ومن المحتمل أن لا تتلاشى هذه التحديات قبل ترشحه لولاية سادسة في انتخابات الرئاسة.

 

اقرأ ايضاً : 

“نتنياهو” يُساوم بـ”اجتياح رفح”.. لماذا؟

بوتين يحذر الغرب: الصراع مع “الناتو” مجرد خطوة من الحرب العالمية الثالثة

كيف ستنتهي حرب غزة؟.. خبير يجيب