تقنية

ما مدى اعتماد الصين على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية؟

تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض حواجز حماية على نماذج الذكاء الاصطناعي التي طورتها الولايات المتحدة، مثل تلك التي تستخدم في تشغيل برامج الدردشة المشهورة مثل ChatGPT، بهدف حماية هذه التكنولوجيا من دول مثل الصين وروسيا.

 ويأتي هذا في سياق تطوير الصين لصناعة الذكاء الاصطناعي المحلية، حيث حثت الشركات على الاعتماد أكثر على التكنولوجيا المحلية وتجنب التكنولوجيا الأجنبية، وذلك خلال العام الماضي.

مدى سهولة الوصول إلى نماذج “OpenAI”

يعد الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركة OpenAI مثل ChatGPT وDALL-E صعب في الصين القارية.

ووفقًا لتصريح متحدث باسم OpenAI لوكالة رويترز العام الماضي، لم يتم طرح خدماتهم الرئيسية في الصين بسبب “الظروف” المحلية.

ومع ذلك يمكن للشركات والمهندسين استخدام أدوات الوكيل مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) للوصول إلى خدمات OpenAI وإخفاء عناوين الشبكات الخاصة بهم.

وبعد استخدام العديد من الشركات الصينية لنماذج OpenAI لبناء برمجيات وتطبيقات متقدمة، قامت OpenAI بإغلاق الوصول لهذه الشركات، حيث توقفت في ديسمبر الماضي، عن تقديم خدماتها لحساب ByteDance، المالك الصيني لـ TikTok، بعد أن أفاد موقع التكنولوجيا The Verge بأن ByteDance استخدمت تقنية OpenAI في تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

تعتمد الصين بشكل كبير على نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر المطورة في الغرب

أما في هونغ كونغ، المنطقة الإدارية الخاصة في الصين، يكون الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة OpenAI مقيد ولكن ليس محظور بشكل كامل.

وعلى الرغم من عدم توفر خدمات OpenAI مباشرة هناك، فإن Microsoft، أحد المستثمرين والشركاء في OpenAI، تقدم خدمة Copilot للجمهور، وهي خدمة ذكاء اصطناعي تم تطويرها باستخدام أحدث التقنيات المتاحة من OpenAI، وبالتعاون مع Microsoft، يمكن للشركات في هونغ كونغ الوصول أيضًا إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لـ OpenAI.

حجم اعتماد الصين على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية

تعتمد الصين بشكل كبير على نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر المطورة في الغرب، مثل منصات ميتا، على سبيل المثال، شركة 01.AI، المعروفة في الصين، اكتشف مهندسو الذكاء الاصطناعي أن نموذجها Yi-34B يعتمد على نظام ميتا لاما.

وفي المقابل، تعمل شركات تكنولوجيا صينية مثل بايدو وهواوي و iFlytek على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تمامًا مملوكة لهم، مدعين أنها تتفوق على نماذج OpenAI الحديثة مثل GPT-4 في مجالات متعددة.

وافقت الصين على أكثر من 40 نموذجًا للذكاء الاصطناعي للاستخدام العام، ولكن لم يتم قبول أي منها من نماذج الذكاء الاصطناعي الأجنبية

موقف بكين من نماذج الذكاء الاصطناعي الأمريكية

تسعى السلطات الصينية للتماشي مع أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بتعزيز الاكتفاء التكنولوجي، حيث شددت على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يمكن السيطرة عليها، ووصفت ChatGPT بأنه قد يدعم الحكومة الأمريكية في نشر معلومات مضللة وتشكيل السرد العالمي لصالح مصالحها الجيوسياسية.

كما تقدمت الصين بإصدار لوائح مبكرة تتعلق باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتطلب من الخدمات الحصول على موافقات حكومية قبل إطلاقها للجمهور.

ومنذ مطلع العام الجاري وافقت الصين على أكثر من 40 نموذجًا للذكاء الاصطناعي للاستخدام العام، ولكن لم يتم قبول أي منها من نماذج الذكاء الاصطناعي الأجنبية.

كما أشار مسؤول كبير في حكومة هونغ كونغ إلى عدم وجود خطط لاستخدام ChatGPT داخل الحكومة المحلية.

المصدر:

reuters