أحداث جارية سياسة

“نتنياهو” يُساوم بـ”اجتياح رفح”.. لماذا؟

كشف أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور أمجد أبو العز، الأسباب وراء استخدام نتنياهو اجتياح رفح كورقة مساومة من أجل التفاوض.

وقال خلال مداخلة في برنامج “هنا الرياض” المُذاع على قناة الإخبارية، إن نتنياهو صرح أكثر من مرة سواء كان في باريس أو القاهرة أو الدوحة، بأنه سيكون هناك اجتياح لرفح.

ووصف أبو العز هذه المفاوضات بأنها تجري “تحت النار”، قائلًا بأنه يمكن تفسير هذا السلوك كجزء من محاولة إسرائيل للضغط على حركة حماس من جل تقديم تنازلات.

وأضاف: “يرى الكثيرون أن نتنياهو يفعل ذلك من أجل البقاء في السلطة، ونعم هو لديه مصالح شخصية ولديه طموح سياسي أن يبقى في الحكم للهروب من الاتهامات والمحاكمات التي تنتظره”.

وتابع أبو العز: “ولكن أيضًا نتنياهو بدأ يفكر بنفس الطريقة التي كان يفكر فيها رئيس الوزراء البريطاني تشرشل، حينما أصر على هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية اعتقادًا منه أنها تمثل خطرًا وجوديًا على أوروبا”.

واستكمل: “وبالتالي نتنياهو يفكر بنفس الطريقة، ويرى أنه إذا استمرت حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة وتمكنت من بناء قدراتها العسكرية مرة أخرى، ستعيد حماس خلال 10 سنوات نفس الكرّة”.

وقال: “ولكن هذه المرة لن تكتفي بالدخول إلى غلاف غزة ولكن إلى مناطق أبعد قد تصل إلى تل أبيب مثلما أشارت الصحافة الإسرائيلية”.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية: “نتنياهو يريد أن يدخل التاريخ باعتباره الشخصية الإسرائيلية التي حفظت أمن إسرائيل للمائة عام القادمة”.

هل سيدخل نتنياهو رفح؟

يقول أبو العز: “في اعتقادي أنه إذا فشلت هذه المفاوضات كما يقول فسيدخل، لأنه كان دائمًا يتشدق ويقول أن الولايات المتحدة طلبت منا عدم الدخول إلى غزة ودخلنا، وعدم دخول المستشفيات ودخلنا”.

وأضاف: “ولم تكن هناك ردود أفعال دولية تناسب هذه الأفعال وبالتالي نتنياهو جرب أكثر من مرة، وهو الآن يحاول إقناع نفسه والمجتمع الدولي والإسرائيلي أن عدم الدخول إلى رفح يعني بقاء 10 آلاف مقاتل من حركة حماس في الأنفاق والسماح بتهريب السلاح وفق الصحافة الإسرائيلية”.

وأشار أبو العز إلى أن نتنياهو لم يحقق شيئًا مما أسماه “الانتصار العظيم” حتى الآن، فهو لم يقض على حماس ولم يهدم الأنفاق وهو بنفسه اعترف بذلك، بخلاف أنه طلب من مجلس الحرب التدخل.

واستكمل: “في اعتقادي في النهاية سيكون مصير نتنياهو في مزبلة التاريخ، وسينتهي نظامه السياسي وستسقط حكومته ولكن بالضربة القاضية الكبرى التي ستأتي من الشارع الإسرائيلي وكذلك بدعم أمريكي”.

وأوضح: “هذه الأطراف بدأت تستوضح الصورة وتعلم أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى مواجهة إقليمية وفتح جبهات بغرض مصالح شخصية ورؤية يريد تحقيقها، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة”.

ولفت أبو العز إلى أن بايدن والأجهزة الأمنية الأمريكية تدرك ذلك جيدًا، بل إنها حذرت من أن ما حدث في السابع من أكتوبر وردت الفعل الإسرائيلية عليها ستفتح النار وجبهات جديدة تهدد الأمن الأمريكي”.

هل تملك أميركا قدرة التأثير على نتنياهو؟

قال أبو العز: “الولايات المتحدة لا تعارض دخول إسرائيل إلى رفح، إذا كانت تمتلك خطة للتعامل مع المدنيين”.

وأشار: “نحن نتحدث عن أكثر من مليون و800 ألف نازح موجودين في رفح، والولايات المتحدة تطلب خططًا وضمانات أمنية”.

وتابع: “وإلى الآن نتنياهو على الرغم من أنه أعطى الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي لإعداد هذه الخطة، ولكنه لا يشاركها مع بايدن”.

ولفت إلى أن هذه المخاوف تزداد لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل طلبهم من نتنياهو تنفيذ عمليات خاصة لاغتيال قادة حماس، ولكنهم في نفس الوقت لا يريدون استخدام الأسلحة الأمريكية”.

وأوضح أبو العز: “في اعتقادي أن أمريكا لا تملك التأثير على قرارات نتنياهو لعدة أسباب، منها أنها رهينة للانتخابات ومجموعات اللوبي الأمريكية، ومخاوفها من فقدان الصوت اليهودي”.

ولكن في المقابل لفت إلى أن الولايات المتحدة تملك صلاحيات أخرى مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية حال تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح رفح دون خطة معلنة، وكذلك تأخير المساعدات عن إسرائيل ولكن ليس أبعد من ذلك.

اقرأ أيضًا

3 عوامل لنجاح اللجنة الوزارية العربية الإسلامية في حشد دعم دولي لفلسطين

منصات التواصل الاجتماعي تبرّر حجب المحتوى الداعم لفلسطين

الإسقاط الجوي للمساعدات في غزة.. حل لن ينهي معاناة الفلسطينيين

المصدر: قناة الإخبارية