قضت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية أن المكالمات الآلية التي تستخدم محتوى مولدًا بواسطة الذكاء الاصطناعي غير قانونية، على خلفية إطلاق المدعي العام في ولاية نيو هامبشاير تحقيقًا في مكالمات انتحلت صوت الرئيس جو بايدن قبل الانتخابات التمهيدية بالولاية.
وفي نوفمبر المقبل، ستبدأ عملية الاقتراع في أول انتخابات رئاسية أمريكية تجرى في ظل الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يسمح للمستخدمين إنشاء صور واقعية ملفّقة لأي شخص، أو نشر كلام بصوته لم يقله مطلقًا، فهل تؤثر على نزاهة العملية الانتخابية؟
مستقبل الانتخابات في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي
نظرًا لتعميم برامج الدردشة الآلية، سيكون هذا أول موسم انتخابي يتعرض فيه الناخبين بشكل روتيني المعلومات التي يتم تنظيمها وإنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
في أبريل الماضي، استخدمت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الذكاء الاصطناعي لإنتاج فيديو تحذيري حول “الأزمات المحتملة خلال فترة ولاية بايدن الثانية”.
وفي وقت سابق من هذا العام، أدى مقطع فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يُظهر الرئيس بايدن وهو يعلن عن مشروع وطني لمساعدة المجهود الحربي في أوكرانيا إلى حصد تغريدة مضللة أكثر من 8 ملايين مشاهدة.
وفقًا لتحليل مركز “برينان” للعدالة، يمكن للجهات الفاعلة نشر نتائج الذكاء الاصطناعي التوليدي بقصد قمع الأصوات أو التحايل على الناخبين لتوجيههم.
ولا يقتصر تحدي الذكاء الاصطناعي للانتخابات على التضليل، أو حتى على الأذى المتعمد، حيث تستخدم العديد من المكاتب الانتخابية أنظمة خوارزمية للحفاظ على قواعد بيانات تسجيل الناخبين والتحقق من توقيعات بطاقات الاقتراع عبر البريد.
وفي حين أن التطبيقات السابقة لتطبيق “ChatGPT” كانت موجودة منذ عدة سنوات، فإن الإصدار الأخير من “OpenAI” يتخطى أسلافه من حيث الشعبية والقدرة.
منذ ظهور “ChatGPT” لأول مرة، بدأت إعادة تشكيل البيئة الرقمية العالمية بالكامل، وأصبحت محركات البحث تدمج هذا النوع من التقنية لتزويد المستخدمين بالمعلومات بتنسيق أكثر حوارية، وتستخدم بعض المواقع الإخبارية هذه التقنية لإنتاج مقالات بتكلفة أقل وبسرعة أكبر، على الرغم من ميله إلى إنتاج معلومات مضللة.
ووفقًا لمركز “برينان” أصبحت الانتخابات معرضة بشكل خاص للتضليل الذي تحركه هذه التقنية.
وأشار المركز أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية تصبح أكثر فاعلية عند إنتاج محتوى يحمل بعض التشابه مع المحتوى الموجود في قواعد بيانات التدريب الخاصة بها.
ونظرًا لأن نفس الروايات الكاذبة تظهر بشكل متكرر في الانتخابات الأمريكية فإن من يريدون إحداث خلل في نزاهتها يستخدمون الكثير من المعلومات المضللة عن الانتخابات الماضية في بيانات التدريب التي تقوم عليها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الحالية لتقديمها للجمهور.
ويتضمن ذلك عمليات الخداع الأساسية حول أمان آلات التصويت والتصويت عبر البريد، بالإضافة إلى المعلومات الخاطئة.
ولفت المركز لخطورة المعلومات المضللة المرئية المتاحة على نطاق واسع أيضًا، فعلى سبيل المثال، تم استخدام صور بطاقات الاقتراع البريدية للطعن في صحة نتائج الانتخابات الماضية.
المصادر:
اقرأ ايضاً :
عصر التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت القنوات التلفزيونية بلا أهمية؟
ضمن فعاليات LEAP 2024.. إطلاق منصة “نسك حج”
أنظار العالم تتجه للرياض.. استثمارات تقنية في اليوم الأول من LEAP24