أحداث جارية سياسة

لا تستطيع الانتصار أو التراجع.. الولايات المتحدة متورّطة في حربها مع الحوثيين

حرب الولايات المتحدة والحوثيين

تتصاعد أزمة أمن الملاحة في البحر الأحمر مع استمرار جماعة أنصار الله الحوثيين في تنفيذ الضربات ضد سفن تجارية، حتى مع التحالف الدولي العسكري الذي شكّلته الولايات المتحدة لتأمين المنطقة.

وبعد أشهر من بدء الأزمة، وتوجيه ضربات داخل الأراضي اليمنية، لم ترتدع جماعة الحوثي، ورغم ذلك لا تزال الولايات المتحدة عاجزة عن إنهاء الصراع، فهل تورطت في حرب لا فائدة منها؟

غياب الاستراتيجية

قال رئيس منتدى الخبرة السعودي، الدكتور أحمد الشهري، إن “الاستراتيجية الأمريكية والبريطانية في التعامل مع الحوثيين في البحر الأحمر غير واضحة، فهي حرب إنهاك فقط، لا تسعى إلى الانتصار على الحوثي أو استنزافهم، كما استمعنا من أكثر من متحدث رسمي”.

وأضاف الدكتور أحمد الشهري، في مداخلة مع برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”: “هناك بعد ثانِ لاستمرار الحرب وهو أن الولايات المتحدة تخشى أن يسجل انتصار للحوثيين، لأن عدم استئصال الخصم يعني أنه سيظل قائمًا، وعلى الجهة الأخرى هناك تطور نوعي للعمليات، حيث أصبحث الضربات دقيقة مباشرة الآن، وقد تتوسع إلى بحر العرب”.

وأوضح “الشهري”: “الحروب مع الكيانات تختلف تمامًا عن الحروب مع الدول؛ لأن هذه الكيانات لا تهتم بخسائر دولها، بدليل أن البقعة التي تغطي أكثر من 18 ميلًا في البحر تستهدف أكثر من 500 نوع من الأسماك النادرة في المنطقة إلى غير ذلك من الشعب المرجانية، وكل هذا لا يهم الحوثي”.

وواصل: “الحرب على الإرهاب لم تكن واضح المعالم بالنسبة للولايات المتحدة، وهي لم تعلن ماذا تريد، بينما الحوثي يقولون إنهم يفعلون ذلك انتصارًا لغزة من أجل الاستهلاك الإعلامي الداخلي؛ لذا من المفترض أن تحدد أمريكا استراتيجيتها بوضوح”.

هل الضربات الأمريكية على الحوثيين مجدية؟

أشار رئيس منتدى الخبرة السعودي أن المهمة الجوية لاستهداف صاروخ بالستي واحد أو منصة إطلاق صواريخ متحركة أو ورشة تتكلف ملايين الدولارات، بينما لا يتجاوز الهدف الآلاف.

وقال إن هذه المقارنة تجعل الضربات الأمريكية غير مجدية، لأن الحوثيين ليس لديهم قواعد جوية مكلفة تخشى عليها، فضلًا عن عدم امتلاكهم أهداف عينية يُخشى عليها، مثل مصافي النفط، ومحطات تحلية المياه المالحة.

وأضاف الدكتور أحمد الشهري: “الولايات المتحدة تواجه إشكالية أنها لا تحارب دولة لديها ما تخسره، بل على في حرب مع كيانات ليس لديها ما تخسره”.

وتابع “الشهري”: “يفترض أن تسعى الولايات المتحدة إلى هزيمة الحوثي بشكل نهائي، حتى لا يتولد لدى الجماعة اليمنية شعور بالانتصار؛ لأن هذا سيغري الكثير من الكيانات ما دون الدولة في أماكن أخرى لإلحاق الهزيمة بدول، والحقيقة الثابتة أن الدول العظمى لا تنهزم أمام الدول وإنما أمام الإرهاب غير الواضح”.

وختم: “المطلوب من صانع القرار العسكري في الولايات المتحدة أن يحدد الاستراتيجية، فإما أن يكون هناك إنزال أرضي وضربات، أو ضربات نوعية تستهدف القيادات”.

اقرأ ايضاً : 

بالأرقام.. تصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند

الحكومة الفلسطينية تقدم استقالتها للرئيس محمود عباس.. لماذا؟

أزمة أوكرانيا.. هل أصابت الدول العربية بالتزام الحياد؟