باتت المدن الذكية هدفًا تتطلع إليه الدول لتحقيق التنمية المستدامة، والمملكة واحدة منهم، إذ حرصت على تطوير التقنيات والحلول الذكية في المدن.
تعقد الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” خلال يومي 12 و13 فبراير الجاري، المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024 في الرياض.
ويحضر المنتدى الذي يأتي تحت شعار “حياة أجود” نخبة من خبراء العالم في مجال بناء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي.
ويناقش المنتدى موضوعات مهمة تتعلق بمستقبل هذه المدن، وأثرها على المجتمعات البشرية.
ويهدف المنتدى إلى صياغة رؤية طموحة لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية، ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطوير المدن لتحقيق تنمية حضرية مستدامة بما يعزز جودة الحياة.
ضمن رؤية 2030، أطلقت المملكة العديد من البرامج التي تتناول في مستهدفاتها جوانب مختلفة من التحـّول الحضري فـي مجال تطوير المدن الذكية.
أرقام من سوق تقنيات المدن الذكية
ويتوقع الخبراء أن ينمو سوق تقنيات المدن الذكية في المملكة بنحو 19.6% تراكمي سنويًا بين عامي 2020 و2027.
ومن المتوقع أن تبلغ مساهمة المدن الذكية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نحو23 مليار ريال بحلول عام 2025.
كما أنه من المتوقع أن تتزايد الوفورات في التكاليف الناتجة عن عمليات نشر المدن الذكية على مستوى العالم، إلى 249 مليار دولار بحلول عام 2028.
ووفقًا لتوقعات الهجرة الحضرية في العالم الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن عدد سكان المناطق الحضرية في العالم سيصل إلى 68 % بحلول عام 2050.
ولهذا السبب ازداد الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية.
وتوقع تقرير صادر عن شركة “ماكينزي” أن يصل الإنفاق على المدن الذكية إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025.
ومن الممكن أن يرتفع الإنفاق إلى 2.1 تريليون دولا بحلول عام 2030.
ويشمل هذا الإنفاق الاستثمارات في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وبحسب التقارير، من المتوقع أن تسهم الهجرة من الأرياف إلى المدن بنحو 2.5 مليار شخص إضافي في المناطق الحضرية بحلول عام 2050.
وتُولِّد المدن الذكية أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما أنها المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي العالمي.
وتستهلك المدن الذكية ثلثي الاستهلاك العالمي للطاقة، بل تمثل أكثر من 70% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
مساهمات المدن الذكية
يتوقع مختصون في الذكاء الاصطناعي أن تنمو السوق العالمية لبرمجيات وأجهزة وخدمات المدن الذكية إلى 1.4 تريليون دولار عام 2030.
وستساهم تطبيقات المدن الذكية المدن في إحراز تقدم معتدل أو كبير بنحو 70% من أهداف التنمية المستدامة.
كما ستساهم في تحسين بعض مؤشرات جودة الحياة بنسبة تتراوح من 10% إلى 30%.
من ناحية أخرىستحقق نتائج وآثار إيجابية مثل:
*تسريع أوقات الاستجابة للطوارئ بنسبة تتراوح من 20% إلى 35%.
*خفض متوسط التنقل بنسبة تتراوح من 15% إلى 20%.
*خفض عبء المرض بنسبة تتراوح من 8% إلى 15%.
*تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح من 10% إلى 15%..
عن المنتدى
يُعد المنتدى العالمي للمدن الذكية 2024، بمثابة نافذة دولية يستعرض من خلاله الخبراء والمتخصصون في التخطيط العمراني والتقنيون من 40 دولة أحدث ما توصلت إليه مشروعات بناء المدن الذكية عالميًا.
ومن جانبها تستعرض المملكة ما توصلت إليه في ضوء رؤية السعودية، 2030 إلى جانب جهودها في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
وسيتم التطرق إلى دعم جهود الحكومات حول العالم في تبني نماذج مبتكرة لحلول ذكية، تساهم في رفع مستوى الخدمات والسلامة العامة بما يعزز الاستدامة البيئية ليكون الإنسان فيها محور التنمية.
المملكة والمدن الذكية
أولت سدايا منذ تأسيسها في عام 2019، أهمية لأن تكون الممكن الرئيس لأجندة المدن الذكية في المملكة بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي.
وقامت الهيئة من خلال جهزتها بدور فعال في تطوير المدن الذكية في المملكة، وذلك في ظل ما تجده من دعم وتوجيه مستمرّين من القيادة الرشيدة.
واستخدت سدايا البيانات والمعلومات لتوظيف حلول فعالة، من خلال مركز عمليات الرياض والمنصة الوطنية للمدن الذكية في تحقيق عدة أهداف ومنها:
*تحسين المشهد الحضري.
*خطط توسع الخدمات.
*تخفيف الازدحام المروري وتقليل الحوادث المرورية الخطرة.
وطوّرت “سدايا” خوارزميات ونماذج لكشف مظاهر التشوه البصري بشكل آلي ومستمر؛ بهدف رفع مستوى تقديم الخدمات البلدية والسكنية، وتحقيق الاستدامة الحضرية.
ورصدت مستويات المسطحات الخضراء فيها، وطورت خوارزميات ونماذج للكشف عن مستوى التشجير وزيادة تغطية المساحات الخضراء للفرد.
وعلى المستوى العالمي حافظت مدينة الرياض على مركزها كثالث أذكى مدينة عربية وفقاً لمؤشر IMD للمدن الذكية بالعالم لعام 2023، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
بينما دخل المؤشر هذا العام لأول مرة مكة المكرمة محتلة الترتيب الرابع وجدة بالترتيب الخامس، والمدينة المنورة الترتيب السابع.
اقرأ أيضًا
إسرائيل تتمسك بالتطبيع رغم رفض المملكة المتكرر.. لماذا؟
توطين الصناعات العسكرية في السعودية.. لماذا اختارت المملكة الطريق الأصعب؟
تكامل بين قطاعين.. الآثار المتوقعة لربط القطارات بالمدن الصناعية في المملكة
المصدر: واس