تقلق قضية الاتجاه المتصاعد نحو استقلال تكساس الأمريكية إدارة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، والذي يخشى أن يتطوّر الصدام مع سلطات الولاية للحد الذي يشق صف الأمريكيين، مما قد يكتب نهايته السياسية.
وعلى الرغم من عدم اتخاذ أي إجراء يتعلق باستقلال تكساس أو الكشف عن نوايا لتحقيق ذلك، تبقى المسألة محل دراسة لدى جميع الأطراف ذات الصلة، ولكن ماذا لو تطوّرت الأوضاع؟ هل يصوت السكان لصالح الانفصال؟
لماذا قد تتجه ولاية تكساس للاستقلال؟
تصاعدت التوترات بين سلطات تكساس وإدارة بايدن في الأسابيع الأخيرة بشأن كيفية التعامل مع الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية.
في 22 يناير المنقضي، قضت المحكمة العليا بأنه يجوز للعملاء الفيدراليين إزالة الأسلاك الشائكة التي تم وضعها على الحدود لردع عمليات العبور بناءً على أوامر حاكم ولاية تكساس جريج أبوت.
وأثار هذا الحكم ردود فعل غاضبة من الجمهوريين، الذين استشهدوا بـ “السلطة الدستورية للدولة للدفاع عن نفسها وحمايتها”، وزعموا أنها تتعرض لـ “غزو”.
ومع استمرار سلطات تكساس في نزاعها مع إدارة بايدن بشأن السياسات على طول الحدود الجنوبية، فإن التصور السائد بأن تكساس تواجه أزمة مهاجرين يساعد في زيادة الدعم للاستقلال.
اتجاهات سكان ولاية تكساس بشأن الاستقلال
يعود الاهتمام المتزايد بتوقعات نتائج التصويت في تكساس لتصبح دولة مستقلة إلى تاريخ الولاية المرتبط بتبعيتها.
شهدت تكساس 9 سنوات من التخبط في الماضي، وتحديدًا خلال الفترة بين إعلان الاستقلال عن المكسيك في عام 1836 والانضمام إلى الولايات المتحدة في عام 1845.
في الوضع الحالي، إذا أجرت تكساس استفتاءً حول ما إذا كان ينبغي لها أن تصبح ولاية داخل الولايات المتحدة أو دولة مستقلة، فإن 67% من الناخبين المحتملين سوف يصوتون لصالح البقاء داخل أمريكا، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة ” Redfield & Wilton Strategies“.
ومع ذلك، تظل الإحصائيات عن دعم الاستقلال لا يستهان بها، حيث أن 23% من السكان سيصوتون لصالح استقلال تكساس في مثل هذا الاستفتاء.
وحسب نتائج استطلاع الرأي، سيصوت 89% من ناخبي بايدن 2020 للبقاء داخل الولايات المتحدة، بينما سيصوت أكثر من الثلث (36%) من ناخبي ترامب 2020 لصالح الانفصال عن الاتحاد.
وكشف الاستطلاع أن 33% من سكان تكساس، بما في ذلك 55% من ناخبي ترامب، سيؤيدون انفصال تكساس عن الولايات المتحدة وتصبح جمهورية مستقلة، مقابل 39% يعارضون مثل هذه الخطوة بشكل صريح.
وفيما يتعلق بمبدأ ما إذا كان ينبغي السماح لولاية ما بالانفصال عن الولايات المتحدة، فإن أغلبية قدرها 45% توافق على أنه ينبغي السماح لولاية ما بالقيام بذلك إذا صوت أغلبية ناخبيها لصالح الانفصال، ولا يوافق 25% على ذلك.
وفي حالة تصويت تكساس لصالح الانفصال، وهو أمر غير مرجح، فإن معظم سكان الولاية واثقون من نجاح الجمهورية الجديدة.
وبشكل عام، في حين أن الغالبية العظمى من سكان تكساس سوف يصوتون للبقاء داخل الولايات المتحدة، فإن مثل هذا التصويت لا يبدو أنه ينبع من عدم الثقة في قدرة الولاية على الوقوف بمفردها بقدر ما ينبع من الارتباط بالولايات المتحدة والإيمان بها.
انفصال ولاية تكساس الأمريكية.. تاريخ تطور الفكرة