أحداث جارية سياسة

“ترامب” يتعهد ببناء قبة حديدية تغطي أمريكا بأكملها!

القبة الحديدية ترامب قبة

في آخر تصريحاته المثيرة للجدل، تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ببناء قبة حديدية تغطي الولايات المتحدة بأكملها، على غرار تلك التي شيدتها إسرائيل في الأراضي المحتلة.

وقال ترامب خلال تجمع حاشد في نيو هامبشاير، الأحد الماضي: “سنبني قبة حديدية فوق بلادنا، ودرعًا دفاعيًا صاروخيًا متطورًا”.

وأضاف: “وكلها مصنوعة في الولايات المتحدة، أعتقد أن الوقت قد حان ليكون لدينا واحدة”.

ولفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة تقدم مليارات الدولارات لدول عديدة لبناء أنظمة دفاعية صاروخية، في حين أنها لا تمتلك واحدة.

وقال إن الولايات المتحدة سيكون لديها أعظم قبة على الإطلاق، بحسب ما أوردته شبكة “إن بي سي نيوز“.

وتتزامن الوعود بإنشاء قبة حديدية أمريكية مع الشهرة التي حظيت بها نظيرتها الإسرائيلية، إذ تم استخدامها لصد هجمات حماس منذ أكتوبر الماضي.

ولكن لماذا تحدث ترامب عن تلك القبة الآن؟

يأتي حديث ترامب في الوقت الذي يخوض فيه منافسة شرسة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في محاولة للفوز بمقعد الرئاسة في الانتخابات المقرر لها نوفمبر المقبل.

وتتناسب الوعود بإنشاء نظام دفاعي صاروخي مع ميل ترامب إلى مشروعات البنية التحتية الدفاعية الضخمة، مثل الجدار الحدودي المميز على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وتتماشى الوعود أيضًا مع آراء ترامب بخطورة العالم من حول الأمريكيين، وكيف أن الأعداء يتربصون بأكبرى قوى اقتصادية في العالم.

ويسعى ترامب لأن يثبت للأمريكيين أنه يرغب في القيام بأي شيء من أجل حمايتهم.

وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي أنفق بالفعل مليارات الدولارات من أجل تطوير أنظمة الدفاع الصاروخية، إلا أنه لم يتوصل إلى نظام يقترب من القبة الحديدية الإسرائيلية.

يقول المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي ومدير السياسات البارز في مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشار الأسلحة، جون إيراث، إن الأخبار تُشير لمدى إيجابية أداء القبة الحديدية.

وأضاف: “إنها تقوم بعمل جيد حقًا فيما يتعلق بحماية المدنيين في أوكرانيا وإسرائيل الآن”.

نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة

جهود الجيش الأمريكي

منذ الثمانينيات، حاول الجيش الأمريكي استخدام طرق عديدة لإسقاط الصواريخ بدءًا من الأسلحة الفضائية إلى مدافع جاتلينج الآلية إلى الطائرات المزودة بأسلحة شعاع الليزر.

وأنشأت الولايات المتحدة أيضًا أنظمة رادار ضخمة في الأجزاء البعيدة من القطب الشمالي، لرصد واعتراض الصواريخ الموجهة إليها.

وساهمت تلك الجهود في إمداد الولايات المتحدة بالأنظمة التي تجعلها قادرة على اعتراض ورصد الصواريخ قصيرة المدى.

ولكن بالنسبة للتهديدات على المدى الأطول، فهي لا تملك سوى الحد الأدنى من القدرات على مواجهتها.

هل القبة الحديدة مناسبة لأمريكا؟

في إسرائيل، تم تصميم القبة الحديدية الإسرائيلية لاعتراض المقذوفات التي يتم إطلاقها من مسافة لا تزيد عن 43 ميلاً، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس لعام 2023.

وهذه القبة مناسبة لإسرائيل باعتبار أن مساحة الأراضي المحتلة صغيرة، إذ تأتي أكبر التهديدات لها من غزة والضفة الغربية.

وتم تصميم كل بطارية للدفاع عن مساحة قصوى تبلغ حوالي 60 ميلًا مربعًا، أي أقل بقليل من مساحة العاصمة الأمريكية واشنطن.

ولكن في الولايات المتحدة، سيكون الوضع مختلفًا كثيرًا، وهذا يرجع لمساحتها التي تعادل 450 مرة من مساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل.

كما أن التهديدات الرئيسية بالنسبة للولايات المتحدة تتمثل في الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تُطلق من روسيا أو الصين كمثال، وليس صواريخ قصيرة المدى من جيرانها.

ولذلك فنحن هنا أمام تهديد مختلف تمامًا عما تم تصميم القبة الحديدية من أجل اعتراضه.

من ناحية أخرى، تمتلك الولايات المتحدة أنظمة دفاع صاروخية قصيرة المدى مثل القبة الحديدية، ولكنها بشكل آخر متمثل في نقاط دفاعية في مواقع محددة يغطيها الجيش الأمريكي والقواعد والسفن البحرية.

ويشرح إيراث كيف أن اعتراض الصواريخ الباليستية يكون أصعب بكثير من تلك الصواريخ قصيرة المدى التي تُطلقها حماس.

صاروخ باليستي ضمن منظومة الصواريخ الروسية

ويقول إنه في حالة الصواريخ الباليستية فإنها تطير إلى الفضاء قبل أن تعود وتخترق الغلاف الجوي وصولًا إلى هدفها، بسرعة آلاف الأميال في الساعة.

أما بالنسبة للصواريخ قصيرة المدى، فإنها تطير عدة مئات من الأميال في الساعة، في اتجاه مباشر نحو الهدف.

ومع السرعة الكبيرة التي تتميز بها الصواريخ الباليستية، تكون دقة الاستهداف والإصابة أصعب بكثير.

وأشار إيراث إلى ن الصواريخ الاعتراضية مكلفة للغاية، بخلاف أنها تحتاج لإطلاق صاروخين أو أكثر للتأكد من اعتراض الهدف.

وقال إيراث: “لذلك أنت بحاجة إلى الكثير منها، وهي باهظة الثمن”.

وكان هذا الثمن المكلف السبب وراء اعتراض المسؤولون العسكريون على إرسال المزيد من بطاريات باتريوت وبطاريات الدفاع الجوي إلى أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: 
وجه مغاير للسياسة الخارجية لأمريكا.. ماذا لو عاد “ترامب” للبيت الأبيض؟
هل حث ترامب أنصاره صراحة على اقتحام الكابيتول في 2021؟
لسبب غريب.. “ترامب” يؤكد: الرئيس الصيني عبقري!