أحداث جارية سياسة

افتتاح معبد هندوسي في الهند قد يعمق الانقسامات الطائفية.. لماذا؟

معبد ضخم للإله الهندوسي

ترأس رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، حفل تكريس معبد ضخم للإله الهندوسي اللورد رام في موقع يعتبر مسقط رأسه، في حدث احتفالي يعد هو الأضخم للأغلبية الهندوسية.

شددت الجماعات الهندوسية وحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الوطني، الذي يقوده مودي، على أن افتتاح المعبد يمثل جزءًا من نهضة هندوسية.

وعد مودي

يعتبر المعبد في مدينة أيوديا قضيةً محوريةً أثارت جدلاً كبيرًا، ساعدت في تعزيز تأييد حزب بهاراتيا جاناتا وصعوده إلى السلطة، وقد يساهم الافتتاح في فوز مودي بولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة المقررة في مايو.

ويأتي هذا المعبد كتحقيق لوعد مودي القديم ببناء هيكل هندوسي في موقع مسجد هدمه متشددون هندوس منذ أكثر من 30 عامًا، والذي أحدث تحولًا هامًا في المشهد السياسي والديني في الهند، يثير حفل الافتتاح جدلاً واسعًا، إذ يحمل معاني تاريخية ودينية تتجلى فيها الانقسامات.

سبب الصراعات حول موقع رام ماندير

يعود تاريخ الموقع الذي أصبح موطنًا لمعبد رام ماندير في مدينة أيوديا إلى قرون طويلة من التاريخ والتناقضات، حيث كان في السابق مسجد بابري، بُني في القرن السادس عشر خلال فترة حكم المغول في الهند، وكان المكان الذي اعتقد العديد من الهندوس أنه كان موقعًا لمعبد هندوسي قديم قام بابر بتدميره.

يعتبر هذا الموقع مهمًا لأنه يعتبر مكان ولادة اللورد رام، وقد قررت الجماعات الهندوسية منذ فترة طويلة بناء معبد هندوسي في هذا المكان، ومن جهة أخرى، كانت هناك حملات لهدم المسجد في سبيل إقامة المعبد.

في عام 1992، وتحت التحريض من بعض الجماعات الهندوسية، قام متشددون هندوس بتدمير المسجد، مما أدى إلى أعمال عنف طائفية واسعة النطاق في جميع أنحاء الهند، أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص ودمرت عدة معابد ومساجد.

في السنوات اللاحقة، اشتعلت النقاشات حول بناء معبد رام ماندير في هذا الموقع المحوري، وفي عام 2019، أصدرت المحكمة العليا في الهند قرارًا يسمح للهندوس ببناء المعبد، مما أدى إلى انقسام بين المجتمعات الهندوسية والمسلمة في البلاد.

قلق المسلمين في الهند

تشكل الهند محورًا حضريًا معقدًا حيث يعيش نحو 200 مليون مسلم ضمن سكان يبلغون 1.4 مليار نسمة، مع افتتاح معبد رام في مدينة أيوديا، تتزايد المخاوف بين مسلمي المدينة البالغ عددهم حوالي 500 ألف شخص، من تعرضهم لهجمات يوم الافتتاح.

تنتشر رسائل دعم بين المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث على تجنب وسائل النقل العامة في يوم الافتتاح لضمان سلامتهم، رغم أمر المحكمة العليا لعام 2019 الذي يطالب بتخصيص أرض لبناء مسجد يتوقع أن يبدأ البناء في شهر مايو.

انتقد بعض المشرعين المسلمين الحدث وعبروا عن حزنهم لفقدان مسجد بابري الذي كان مكانًا لتلاوة القرآن قبل قرون، وفي خطاب لأتباعه، أعرب رئيس حزب مجلس اتحاد المسلمين السياسي لعموم الهند عن الألم قائلًا: “لقد فقدنا مسجدنا وأنتم ترون ما يحدث هناك”.

أعلن حزب المعارضة الرئيسي في الهند، المؤتمر الوطني الهندي، رفضه لحضور حفل التنصيب لمعبد رام في أيوديا، مؤكدًا أن حزب بهاراتيا جاناتا قام بتسييس هذا الحدث.

لماذا تريد جزر المالديف خروج القوات الهندية من أراضيها وما علاقة الصين؟

الهند تمنع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.. لماذا؟

بعد سقوط قتلى هندوس جدد.. تعرف على أصول الصراع في كشمير بين الهند وباكستان