خلال العقود الماضية، ارتفعت حالات الإصابة بالسرطان بين الشباب بشكل ملحوظ، على الرغم من أنه مرض شائع بين كبار السن.
وكانت معظم التشخيصات لمرضى السرطان أقل من 50 عامًا، بين سرطان القولون والمستقيم والبنكرياس وبعض الأنواع الأخرى.
وفي الأغلب تكون الحالات بين الشباب أكثر شراسة من الآخرين، وفق موقع VeryWellhealth.
وخلال الفترة بين عامي 1999 و2019، زادت حالات السرطان لدى الشباب بنسبة 15٪ تقريبًا.
من ناحية أخرى، انخفضت حالات السرطان لدى كبار السن، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.
وبحسب دراسة منشورة في JAMA Network Open، فإن النساء في الثلاثينات من العمر أظهروا معدلات مرتفعة للإصابة بالسرطان، بين عامي 2010 و2019.
وأظهرت الدراسة أن أكبر عدد من تشخيصات السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، كانت في الثدي والغدة الدرقية والقولون أو المستقيم.
وكانت أسرع السرطانات نموًا بين الشباب هي: الزائدة الدودية والقناة الصفراوية داخل الكبد.
وارتفعت الإصابة بسرطانات القولون والمستقيم بمعدل 2% سنويًا، لدى الأشخاص أقل من 50 عامًا، منذ منتصف التسعينيات.
ويمتلك مواليد التسعينيات 4 أضعاف خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مقارنة بمواليد الخمسينيات.
ولكن لماذا ترتفع الإصابة بالسرطان بين الشباب؟
وفق الباحثين، هناك عدة أسباب متفق عليها هي المحرك الرئيسي للإصابة بالسرطان بين الشباب.
ومن بين تلك الأسباب تناول الأطعمة فائقة المعالجة والكثير من اللحوم الحمراء، وشرب المشروبات المحلاة بالسكر.
ومن بين الأسباب الأخرى عدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافٍ، والنوم السيئ.
وبينّت دراسات أخرى أن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب، مدفوع في المقام الأول بالسمنة.
ووجدت دراسة منشورة في Lancet Public Health في عام 2019، أن نصف حالات السرطان المرتبطة بالسمنة أصبحت أكثر شيوعًا بين الشباب.
ويأتي ذلك مقارنة بواحد من كل تسعة أشخاص غير مصابين بالسمنة.
ويقول كبير العلماء الرئيسيين في المعهد الأمريكي جمعية السرطان ومؤلف دراسة السمنة، هيونا سونغ، إنه لا بد من التمعن في أسباب الإصابة بالسرطان في سن مبكرة.
وأضاف أن معرفة الأسباب ستمكن العلماء من وضع أساليب للوقاية من عوامل الخطر، واكتشاف السرطانات.
وعالميًا، كان السرطان رابع أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و39 عامًا في عام 2019.
ولكن بعض الحالات فقط حظيت بتشخيصات في مراحل مبكرة، والتي كانت في بلدان ذات تنمية اجتماعية واقتصادية أكبر.
وقال إنج إن الشباب يميلون إلى أن يتم تشخيصهم في مراحل متأخرة من معظم كبار السن، مما يجعل احتمال بقائهم على قيد الحياة أقل.
وفيما يتعلق بعدوانية السرطانات لدى الشباب والذي يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان، يقول إنج إن الأمر ربما يرجع إلى سبب بيولوجي.
الفحوصات المبكرة
يقول الأطباء إن الأشخاص الأصحاء الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا، عادة ما يكونون غير مؤهلين لإجراء فحوصات السرطان.
ويُستثنى من هذا الأمر فقط الكشف عن سرطان عنق الرحم.
ويقول إنج إنه أحيانًا ما يتم اكتشاف الإصابة بالسرطان بالصدفة عند إجراء فحص طبي ذو صلة.
ويمكن أن يُحدد اختبار الدم الروتيني علامات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو سرطان الكلى.
وتقول جاكلين لوبيكولو، طبيبة معالج في طب أورام الصدر وباحثة في دراسة سرطان الرئة لدى الشباب في معهد دانا فاربر للسرطان، إن الفحص المبكر بالنسبة لمن يمتلكون الأسباب، ليس فعالًا لاكتشاف الإصابة بالسرطان.
وأوضحت أنه كمثال فالعديد من الشباب الذين يصابون بسرطان الرئة ليسوا مدخنين.
وأشارت إلى أن الأمر منوط بفهم الأساس الجيني لسرطان الرئة، وبعض الأسباب الوراثية.
كما أنه يرجع إلى دور بعض حالات التعرض البيئي التي يمكن أن يساعد العلماء في إجراء فحوصات مستهدفة للشباب.
باحثون يطورون “رغوة” صالحة للشرب تعزز علاج السرطان
العلاج بالبروتون.. تقنية السرطان التي حققت المملكة الريادة فيها