نشأ السواد الأعظم من الناس وهو يعتقد أن كوكب الزهرة هو الأقرب إلى الأرض في المجموعة الشمسية، ورغم أن هذه المعلومة ليست خاطئة فإنها ليست حاسمة أيضًا، فيمكن لكواكب أخرى أن تحمل نفس الوصف.
أقرب كوكب للأرض
اتضح لعلماء الفلك أنه لا توجد إجابة واحدة صحيحة عن سؤال “ما هو الكوكب الأقرب إلى الأرض؟”، حيث أن هناك ثلاث إجابات من اعتمادًا على التوقيت الذي يتم طرح السؤال فيه.
باستخدام منطق أقرب نقطة من كوكب آخر إلى الأرض، ستكون الإجابة: الزهرة، لأنه يبعد عن كوكبنا 28 مليون كيلومتر فقط.
وبالاعتماد على نفس المنطق، فإن ثاني أقرب جار لنا هو المريخ، الذي يمكن أن يصل إلى مسافة 54.7 مليون كيلومتر من كوكبنا، يليه عطارد، الذي يبعد حوالي 77.2 مليون كيلومتر من الأرض عند أقرب نقطة له.
ومع ذلك، نادرًا ما نكون بالقرب من أقرب نقطة لنا من أي من هذه الكواكب، وجميعها وكذلك الأرض تدور باستمرار حول الشمس بسرعات مختلفة، مما يعني أن المسافات بين كوكبنا وكل واحد منها تتغير باستمرار تتغير مع مرور الوقت.
إذًا، يمكن أن تكون الإجابة إما عطارد أو الزهرة أو المريخ، اعتمادًا على موقع كل كوكب في مساره المداري مقارنة بالأرض.
على سبيل المثال، إذا كان كوكب الزهرة وعطارد يقعان بالقرب من أبعد نقطة لهما عن الأرض على الجانب الآخر من الشمس، وكان المريخ بالقرب من أقرب نقطة إلى الأرض، فسيكون المريخ هو الكوكب الأقرب إلينا في تلك النقطة.
لكن إذا كان المريخ في أبعد نقطة له عن كوكبنا، وكان عطارد والزهرة قريبين من أقرب نقطة لهما، فإن كوكب الزهرة سيكون الكوكب الأقرب إلينا.
في عام 2019، شارك توم ستوكمان، مهندس البحث والتطوير في مختبر “لوس ألاموس الوطني” في ولاية نيو مكسيكو بالولايات المتحدة، في كتابة مقال في مجلة “Physics Today“، للإجابة عن هذا السؤال على أساس متوسط المسافات الحقيقية بين كل كوكب.
وكشف هذا أن كوكب الزهرة لديه في الواقع مسافة متوسطة تبلغ 169.9 مليون كيلومتر من الأرض، بينما يبعد المريخ حوالي 254.4 مليون كيلومتر في المتوسط، ويبعد عطارد حوالي 155.5 مليون كيلومتر فقط عن الأرض في المتوسط.
ومع ذلك، لا تزال هذه المتوسطات لا ترسم الصورة بأكملها لأنها تمثل المسافة فقط وليس الوقت.
ولذلك، أجرى ستوكمان وزملاؤه عمليات المحاكاة الخاصة بهم لمدة 10 آلاف عام لمعرفة متوسط المدة التي كان فيها كل من الكواكب الأخرى قريبًا من الأرض أكثر من غيره.
وكشف هذا أن المريخ قضى حوالي 17% من الوقت كأقرب جار لكوكبنا، بينما قضى كوكب الزهرة ما يقرب من 36% من الوقت في حمل هذا اللقب.
وحقق عطارد النسبة الأكبر، حيث كان الأقرب إلى الأرض لمدة 47% تقريبًا من الوقت، مما يجعله أقرب جيراننا الحقيقيين في المتوسط.
اقرأ أيضاً:
كيف يحوّل تألق الماس عالم تقنية أشباه الموصلات؟