يقود الرئيس الصيني شي جين بينغ يقود حملة لفرض الانضباط واستئصال الفساد في الجيش أطاحت بالعديد من القادة البارزين في جيش التحرير الشعبي، ويرى المحللون السياسيون أن الحملة كشفت عن فساد عميق الجذور قد يستغرق إصلاحه وقتًا طويلًا، وبالتالي إبطاء حملة التحديث العسكري التي يسعى الرئيس لإجرائها وسط توترات جيوسياسية.
انتكاسة للخطة الصينية
مثلت عمليات التطهير الجارية انتكاسة للرئيس شي الذي ضخ المليارات لشراء وتطوير المعدات كجزء من جهود التحديث لبناء جيش “عالمي المستوى” بحلول عام 2050، مع نمو ميزانية الدفاع الضخمة في بكين بوتيرة أسرع من الاقتصاد لعدة سنوات.
كما أدت الحملة إلى ظهور العديد من الشكوك حول مدى وجود رقابة كافية على هذه الاستثمارات العسكرية الضخمة في ظل تنافس الصين مع الولايات المتحدة في المجالات الرئيسية.
وقال تشين داويين، الأستاذ المشارك السابق في جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون، إن حملة التطهير المستمرة قد تثني شي عن المخاطرة باشتباكات خطيرة مع جيوش أخرى في السنوات الخمس إلى العشر المقبلة.
تساقط المزيد من الفاسدين
ينتمي جنرالات جيش التحرير الشعبي التسعة الذين تمت إقالتهم من المجلس التشريعي إلى عدة فرق عسكرية؛ وكان ثلاثة منهم من القادة السابقين أو نواب قادة القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي؛ أحدهما قائد سابق للقوات الجوية والآخر قائد البحرية المسؤول عن بحر الصين الجنوبي، وكان أربعة ضباط مسؤولين عن المعدات.
ولم توضح بكين سبب إقالتهم، إلا أن بعض المحللين قالوا إن الأدلة تشير إلى الفساد في شراء المعدات من قبل القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي.
ويرى ألفريد وو، الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة، أن الفترة القادمة ستشهد سقوط المزيد من رؤوس الفاسدين، وأن عملية التطهير التي تركزت حول القوة الصاروخية لم تنته بعد.
توقعات باستمرار الأزمة
توقع المحللون أن تستمر مشكلة الفساد المزمنة في المؤسسة العسكرية الصينية بسبب عدم معالجة بعض الأسباب الجذرية، بما في ذلك تدني أجور الضباط والغموض الذي يكتنف الإنفاق العسكري.
وأوضح يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون، أن استعادة الثقة في كفاءة القوة الصاروخية وجدارة قياداتها بالثقة، مما يجعل الصين في نقطة ضعف في الوقت الحالي.
ووصف سون حملة لرئيس شي للقضاء على الفساد العسكري بأنها مهمة عبثية لا يمكن إكمالها أبدًا.
اقرأ أيضاً:
“شي” أخبر “بايدن” صراحة أن الصين ستسيطر على تايوان.. هل تندلع الحرب؟
شبح التوتر يهدد العلاقات الصينية الأمريكية في 2024
FDA تحذر من الحقن البلاستيكية المصنوعة في الصين.. لماذا؟