سياسة

شبح التوتر يهدد العلاقات الصينية الأمريكية في 2024

بالون التجسس الصيني

شهدت العلاقات الصينية الأمريكية خلال العام الماضي توترات متصاعدة، نتيجة لخلافات على عدة أصعدة.

وبداية من بالون التجسس الصيني مرورًا بالصراع حول أشباه الموصلات أو المنافسة العسكرية، ينتهي العام بأجواء ضبابية حول مصير العلاقات.

وعلى الرغم من أن البلدين حاولا التخفيف من حدة هذا الصراع بلقاء جمع الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني في نوفمبر الماضي، إلا أن العام الجديد لا يُبشر بالكثير، بحسب رويترز.

وهناك مشكلات قائمة بالفعل ربما ستستمر في العام الجديد، مثل الانتخابات في تايوان والمعارك التجارية بين بكين وواشنطن.

بالون التجسس الصيني الذي أسقطته القوات الأمريكية بعد 4 أيام من تحليقه في سمائها

انتخابات تايوان

سيحدد رد الفعل الصين تجاه الانتخابات التشريعية والرئاسية في تايوان في يناير المقبل، طبيعة العلاقات المستقبلية بينها وبين الولايات المتحدة.

ويبدو أن الصين لا توافق على الأسماء التي تتصدر مشهد الانتخابات في تايبيه، كما أنها رفضت العروض لإجراء أي محادثات معهم.

وتُشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس لاي تشينغ-تي ونائبه هسياو بي-كيم من الحزب التقدمي الديمقراطي يحظيان بأكبر نسبة تصويت في الانتخابات.

وفي الماضي، تسببت الانتخابات في الجزيرة التي تزعم الصين حقها في السيادة عليها، لمزيد من التوترات مع الولايات المتحدة.

ففي عام 1996، أدت التدريبات العسكرية التي أجرتها الصين قبل التصويت إلى تحركات عسكرية من قبل واشنطن، التي أرسلت حاملة طائرات إلى المنطقة.

والمشهد ليس ببعيد، ففي حين أن الصين لم تتحرك على الأرض هذه المرة قبيل الانتخابات، إلا أنها جعلت إجراءها بمثابة الاختيار بين “السلام والحرب”.

ووصفت الصين الحزب الحاكم في تايوان بـ “الانفصاليين”، ودعت الشعب التايواني لاتخاذ قرار صحيح.

وكثّفت تايوان بسبب ذلك استعدادتها تحسبًا لأي أنشطة عسكرية سياسية من جانب الصين قبل الانتخابات.

ويقول محللون إن الرد العسكري الصيني قد يكون أقل حدة إذا فاز لاي في الانتخابات التايوانية، وذلك في محاولة من جانب الرئيس شي لتجنب الصراع.

خريطة توضح المسافة بين تايوان والصين

عودة ترامب

قد تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية ساحة أخرى لتجدد الصراع بين بكين وواشنطن.

وتحتدم المنافسة حاليًا بين الرئيس جو بايدن الذي يسعى لولاية أخرى، وبين الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يحلم بالعودة للحكم، ولكن هذا الأخير ليس الخيار المفضل لبكين.

ستكون عودة ترامب للحكم بمثابة “أسوأ كابوس” للصينيين، بحسب وصف مدير مركز ستيمسون في واشنطن، يون صن.

كانت العلاقات بين البلدين متوترة بالأساس منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وتطورت إلى حرب تجارية واسعة في عهد ترامب.

وامتد الأمر لاتهامات حول نشأة فيروس كورونا المستجد، وتوترات بشأن تايوان.

وعلى الجانب الآخر، قد تعود عودة ترامب للحكم على الصين بالفائدة من الناحية الجيوسياسية.

فخلال فترة ولايته، حافظ بايدن على التعريفات الجمركية المفروضة منذ عهد ترامب على الصين، إلى جانب تقييد الصادرات، وتعزيز التحالفات الأمريكية.

وقد يكون الأمر في مصلحة الصين إذا قرر ترامب تقليص تلك التحالفات، مدفوعًا بميوله الانعزالية.

ولكن صن يقول إن حكام الصين يميلون أكثر إلى بايدن، إذ إن خطواته يمكن التبنؤ بها على عكس بايدن.

من ناحية أخرى، يحافظ بايدن على قواعد العلاقات الفعّالة بين الولايات المتحدة والصين.

ويقول صن إنه خلال عهد ترامب لم تكن هناك أي محادثات لها قيمة بين الجانبين، على عكس بايدن.

الرئيس جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعًا ثنائيًا على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) ،في كاليفورنيا في نوفمبر الماضي

أشباه الموصلات

تذهب التوقعات إلى أن واشنطن ستفرض المزيد من القيود على صادرات أشباه الموصلات، بغرض تحجيم وصول الصين لها في 2024.

وكانت الولايات المتحدة فرضت بالفعل قيودًا على صادرات الرقائق الإلكترونية في أكتوبر الماضي.

وبحسب تصريحات وزيرة التجارة، جينا ريموندو، فإن هذه القيود ستخضع لتحديث سنوي.

ولكن مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه تلك القيود على الصين، ظل محل جدل خلال الفترة الأخيرة.

وردًا على الخطوة الأمريكية، قيدت الصين هي الأخرى صادراتها من المعادن الأرضية النادرة المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات.

والصين إحدى أكبر الدول المورّدة لتلك المعادن، مثل الجرمانيوم والغاليوم، نظرًا لتمتعها باحتياطي أرضي كبير.

ومن المرجح أن يزداد التوتر أيضًا بعد التحقيق الذي فتحته الولايات المتحدة، بشأن حصول الصين على تكنولوجيا أمريكية حساسة بشكل غير قانوني.

وقال مساعد وزير التجارة لإنفاذ الصادرات، ماثيو إس. أكسلرود، إن تحقيق إدارة بايدن سيؤثر بشكل كبير على الصادرات خلال عام 2024.

ما الذي يمكن توقعه في العلاقات الأمريكية الصينية بعد زيارة “بلينكن”؟

اجتماع مرتقب لرئيسي الولايات المتحدة والصين.. ماذا بعد توتر العلاقات بين البلدين؟

الاستخبارات الأمريكية: المنطاد الصيني لم يكن الأول في سماء الولايات المتحدة