تتعرض الشفتين إلى الجفاف والتشقق باستمرار نتيجة لتقلب الطقس والظروف التي يمر بها الشخص، ففي الطقس البارد تتشقق الشفاه، لكن هل تساءلت يوماً عن السبب وراء ذلك؟
الجواب يكمن في التشريح الفريد للشفاه، كما قال الدكتور لوك باولز، الطبيب المقيم في لندن والمدير السريري المساعد لعيادات بوبا الصحية، لموقع Live Science، إذ ذكر أن “الجلد الموجود على شفتيك يحتوي على حاجز وقائي أرق مقارنة ببقية الجلد على وجهك، مما يجعله أكثر عرضة للجفاف”.
بدءًا من “الحدود القرمزية” – وهو الخط الحاد غالبًا الذي يفصل بين أنسجة الشفاه وبقية الوجه – تشبه الأنسجة الغشاء المخاطي الذي يبطن الفم من الداخل. ويتكون من 3 إلى 5 طبقات فقط من الأنسجة ولا يحتوي على أي من بصيلات الشعر أو الغدد العرقية الموجودة في أي مكان آخر بالوجه، وفقًا للمصدر الطبي StatPearls.
تشقق الشفاه في الشتاء
في الواقع، قال باولز: “إن الطبقات الخلوية من الجلد على وجهك هي أكثر سمكًا بست مرات من تلك الموجودة على شفتيك. تحتوي شفتيك أيضًا على عدد أقل من الغدد الدهنية مقارنة بأجزاء أخرى من الجسم”.
ويحدث هذا خلال فصل الشتاء، عندما يصبح الهواء الخارجي أكثر برودة وأقل رطوبة، ويقوم الناس بتشغيل التدفئة في منازلهم وشركاتهم. وقال باولز إن التعرض المستمر للهواء الجاف يؤدي إلى جفاف الجلد الحساس للشفاه، مما يؤدي إلى تشققها وتقشيرها ونزيفها، وهي حالة تعرف علمياً باسم التهاب الشفة الشائع.
في حين أنه من المغري محاولة تخفيف الانزعاج الناتج عن التهاب الشفة الشائع عن طريق لعق شفتيك – ونقوم بذلك أحيانًا دون تفكير – إلا أن هذا قد يؤدي في الواقع إلى تفاقم المشكلة؛ وذلك لأن اللعاب يحتوي على إنزيمات هضمية، مثل الأميليز، الذي يحول النشويات إلى سكريات، والليباز، الذي يساعد على هضم الدهون.
وقال باولز: “عندما تلعق شفتيك، فإن اللعاب المجفف يزيل الطبقة الواقية الزيتية الطبيعية التي تساعد في الحفاظ على صحة شفتيك”، علماً بأنه مع مرور الوقت، يمكن لهذه الإنزيمات أن تلحق الضرر بجلد الشفاه نفسه وتساهم في الجفاف.
انسداد الأنف
ويمكن أن يؤدي انسداد الأنف – وهو السمة المميزة لموسم البرد والإنفلونزا في الشتاء – إلى تعريض الشفاه للعاب الزائد عن طريق إجبار الشخص على التنفس من خلال فمه، وفقًا لمراجعة عام 2020 في المجلة الدولية للأمراض الجلدية النسائية.
وتعد الشفاه الجافة ليست مشكلة جمالية فحسب، بل هي مشكلة طبية أيضًا. على سبيل المثال، يمكن أن يجعل التشقق جلد الشفاه أكثر عرضة للعدوى التي تخترق حاجز الجلد، كما قالت نينا بريسك، ممرضة التجميل في عيادة Update Aesthetics في لندن، لموقع Live Science.
إذ يمكن للميكروبات مثل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية أو خميرة المبيضات البيضاء أن تغذي الالتهاب في الشفاه وبالتالي تؤدي إلى تفاقم أعراض التهاب الشفاه، وفقًا لمراجعة عام 2018 المنشورة في مجلة Acta Clinica Croatica.
إذا لم تتحسن شفتيك المتشققة عند استخدام مرطب الشفاه أو المراهم أو جهاز ترطيب الشفاه، فقد يكون من المفيد التحدث مع مقدم طبي حول علاجات أكثر تقدمًا، حسبما تنصح كليفلاند كلينك.
اقرأ أيضاً:
جفاف الفم.. أعراضه وعلاجه ومتى عليك القلق بخصوصه؟