تركزت معظم الأبحاث حول عدم الحصول على فترات كافية من النوم على أداء وظائف الجسم والإدراك العقلي وعمل الأعصاب، ولكن ماذا عن المشاعر؟
تأثير عدم النوم على إدارة العواطف
كشفت عالمة الأعصاب في مركز علوم النوم البشري بجامعة كاليفورنيا بيركلي، إيتي بن سيمون، تفاصيل دراسة أجرتها وبعض زملائها حينما كانت طالبة بمرحلة الدراسات العليا.
وقالت “سيمون”: “قمت أنا وزملائي بدراسة كيف يؤثر فقدان ليلة واحدة من النوم على قدرة الشخص على إدارة عواطفه، فكنت أبقى مستيقظة طوال الليل مرة واحدة في الأسبوع، وفي حوالي الظهر من اليوم التالي، كنا جميعًا نخرج من المختبر، مرهقين ومتلهفين للعودة إلى المنزل والراحة”.
وأضافت: “بعد شهرين من التجربة، كنت في سيارتي عند إشارة المرور عندما بدأ تشغيل أغنية سخيفة على الراديو، وفجأة بدأت في البكاء، وأتذكر أنني شعرت بالدهشة من رد فعلي”.
وتابعت: “صدمني أنني لم أكن أدرس الحرمان من النوم فحسب، بل أصبحت جزءًا من الدراسة، حيث أثرت علي أسابيع من عدم النوم، ولم أعد أتحكم في مشاعري”.
وقالت عالمة الأعصاب: “أظهر هذا المشروع البحثي، والعديد من المشاريع التي تلته منذ ذلك الحين، وجود صلة قوية بين جودة النوم والصحة العاطفية”.
وأوضحت: ” بالنسبة للأفراد الأصحاء، يرتبط النوم الجيد بمزاج أكثر إيجابية، ويستغرق الحرمان من النوم ليلة واحدة فقط لإثارة ارتفاع قوي في القلق والاكتئاب في صباح اليوم التالي”.
وواصلت: “علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المزمن يميلون إلى اعتبار الأحداث اليومية أكثر سلبية، مما يجعل من الصعب عليهم الهروب من العقلية الكئيبة”.
لعقود من الزمن، اعتبر الباحثون والمهنيون الطبيون فقدان النوم نتيجة ثانوية أو عرضًا لحالة أخرى أكثر “أولية”، مثل الاكتئاب أو القلق، أو بمعنى آخر، يأتي القلق أولاً ، ثم يتبعه فقدان النوم.
ووفقًا للدكتورة إيتي بن سيمون، يعلم الخبراء اليوم أن هذا الترتيب يمكن عكسه، ففي الواقع، قد يؤدي فقدان النوم إلى القلق أو الاكتئاب أو غيرها من حالات الصحة العقلية.
لماذا تزداد رغبتنا في النوم خلال الشتاء؟