أظهرت دراسة نُشرت هذا العام أن التدريبات بعد الظهر تؤدي إلى نتائج أفضل لبعض الأشخاص، ووجدت الدراسة، التي نظرت في الرجال المعرضين لخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري أو تم تشخيص إصابتهم به، أن المشاركين الذين مارسوا الرياضة في فترة ما بعد الظهر شهدوا المزيد من الفوائد الأيضية بالإضافة إلى تأثيرات أكثر إيجابية على أداء التمارين وكتلة الدهون لديهم مقارنة بالمشاركين الذين مارسوا التمارين في الصباح.
يقول الباحثون إنهم لا يعرفون بالضبط لماذا يمكن أن يؤدي التدريب بعد الظهر إلى نتائج أفضل، من المحتمل أن يكون ذلك بسبب مجموعة من العوامل وهناك حاجة إلى مزيد من البحث، لكن يمكنهم التكهن بناءً على ما هو معروف عن علم وظائف الأعضاء البشرية والتوقيت البيولوجي.
قال مؤلف الدراسة باتريك شروين، أستاذ الجوانب الأيضية لمرض السكري من النوع الثاني في جامعة ماستريخت في هولندا: “جسمنا لديه ساعة بيولوجية، وهذا ينظم العديد من العمليات في الجسم وهذه العمليات لها إيقاع معين”.
أضاف شروين أن بعضها معروف جيدًا مثل درجة حرارة الجسم وضغط الدم، ساعاتنا البيولوجية تؤثر أيضًا على عملية التمثيل الغذائي لدينا وما إذا كانت أجسامنا تحرق الدهون أو الكربوهيدرات في أوقات معينة، وبالنسبة للمشاركين في الدراسة الذين كانوا يعانون من السمنة أو المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، كانت عمليات حرق الدهون هذه أكثر مثالية في ساعات بعد الظهر.
من المحتمل أيضًا أن يلعب تناول الطعام دورًا، بحسب قول شون أرينت، الأستاذ ورئيس قسم علوم التمرين في جامعة ساوث كارولينا، موضحًا أنه عندما تكون مستيقظًا لساعات أطول يعني أن هناك فرصة لتزويد جسمك بالطاقة أكثر قليلاً.
عدم تناول الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهر وتجنب الوجبات في وقت متأخر من الليل يمكن أن يكون له تأثير كبير على وزن الشخص وصحته العامة، وقد أظهرت دراسات أخرى أن من يأكلون في وقت متأخر يميلون إلى استهلاك إجمالي السعرات الحرارية أكثر من أولئك الذين يأكلون في وقت مبكر من اليوم.
جودة التمرين تتفوق على التوقيت
بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، فإن ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافٍ أكثر أهمية بكثير من ممارسة الرياضة في الوقت المناسب تمامًا.
وقال أرينت: “إذا كنت تتدرب باستمرار في وقت معين من اليوم، فإنك تبدأ في التكيف مع ذلك”، لكنه حذر من التضحية بالنوم من أجل التمرين مبكرًا، لأن جودة النوم بشكل عام أكثر أهمية من الضغط على نفسك في تمرين إضافي.
وتُظهر الأبحاث أيضًا أن التمرينات يمكن أن تؤدي إلى جودة نوم أفضل، وممارسة الرياضة في فترة ما بعد الظهر أو في المساء لا تؤثر على جداول النوم طالما أنها 90 دقيقة على الأقل قبل النوم.