لجأت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى حذف رسالة كتبها بن لادن إلى الشعب الأمريكي قبل عقدين من موقعها.
وحدث ذلك بعد أن أثارت الرسالة جدلًا على مواقع التواصل لاجتماعي، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على غزة.
وحذفت الغارديان الرسالة المنشورة في نوفمبر 2002، أمس الأربعاء، وبدلتها برسالة تنويهية للمستخدمين.
وبمجرد الضغط على رابط الرسالة تظهر رسالة تقول: “سبق لهذه الصفحة أن عرضت وثيقة مترجمة تحتوي النص الكامل لـ “رسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأمريكي، كما ورد في صحيفة الأوبزرفر يوم الأحد 24 نوفمبر 2002”.
وتتابع الصحيفة: “والوثيقة تمت إزالتها في 15 نوفمبر 2023”.
لماذا حذفت الغارديان الرسالة؟
تداول مستخدمو منصة تيك توك رسالة بن لادن على نطاق واسع، وأبدى العديد منهم تأييدًا لزعيم تنظيم القاعدة المقتول.
ولم يعترض بعض المستخدمين على تبريرات بن لادن بالهجوم على مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر، باعتباره انتقامًا لعصر الحرب الباردة في الولايات المتحدة.
كما أشارت الرسالة إلى أمريكا خلال هذه الفترة كانت تتدخل في الشرق الأوسط، وأن إسرئيل احتلت الأراضي الفلسطينية واضطهدت الشعب الفلسطيني طوال عقود طويلة.
وكانت شرارة اشتعال الجدل حول الرسالة، هو مقطع فيديو نشرته مستخدمة تُدعى لينيت أدكينز، والتي ناقشت محتوى الرسالة مع متابعيها البالغين 12 مليونًا.
وطلبت أدكينز من متابعيها أن يتركوا ما يفعلونه، ويقرأون رسالة بن لادن، وهو ما ساهم في نشر الرسالة.
ردود الفعل على حذف الرسالة
انتقد العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خطوة الغارديان بحذف نص رسالة بن لادن من موقعها.
وعبر بعذهم عن عدم فهمهم لأسباب إزالة الرسالة، وهل هو لمجرد ذكر إسرائيل وفلسطين.
من ناحيتها، ردت الصحيفة على التساؤلات قائلة إن الرسالة تم تداولها دون سياقها الأصلي.
وقالت على لسان المتحدث باسمها لصحيفة “ديلي بيست”: “النص المنشور على موقعنا قبل 20 عامًا تمت مشاركته على نطاق واسع اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي دون سياقه الأصلي”.
It’s incredibly odd to me that ‘A Letter to America’ penned by bin Laden was removed from The Guardian today. This letter was printed on their site in 2002 and removed after TikTokers started examine it due to his mention of Israel and Palestine. pic.twitter.com/68bMWIpkYI
— Denisse Takes (@denissetakes) November 15, 2023
أبرز ما جاء في رسالة بن لادن
في البداية طرحت الرسالة الموجهة إلى الشعب الأمريكي سؤالين وأجابت عليهما، هما لماذا نقاتلكم ونعارضكم؟، وماذا نريد منكم؟.
وإجابة على السؤال الأول جاء في الرسالة “السؤال بسيط جدًا، لأنك هاجمتنا وما زالت تهاجمنا”.
وذكرت الرسالة في هذا الصدد فلسطين الغارقة في الاحتلال منذ أكثر من 80 عامًا، وكيف سلمها الإنجليز إلى اليهود.
وتطرقت إلى الظلم والطغيان والتهجير والدمار والخراب في فلسطين، والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
أكاذيب مكررة
كما ذكرت الرسالة كيف أن الأمريكيين لم يملوا من تكرار الأكاذيب التي تتعلق بأن لليهود حقًا تاريخيًا في فلسطين كما وعدتهم التوراة.
وقال بن لادن في الرسالة إن الدماء التي تسيل في فلسطين يجب أن ينتقم لها على قدم المساواة.
وأضاف بن لادن: “لقد هاجمتمونا في الصومال؛ ودعمتم الفظائع الروسية ضدنا في الشيشان، والقمع الهندي ضدنا في كشمير، والعدوان اليهودي علينا في لبنان”.
وتابع بن لادن: “أنتم تسرقون ثرواتنا ونفطنا بأسعار زهيدة بسبب نفوذكم الدولي وتهديداتكم العسكرية، وهذه السرقة هي بالفعل أكبر سرقة شهدتها البشرية في تاريخ العالم”.
واستكمل: “قواتكم تحتل بلادنا؛ وتنشرون قواعدكم العسكرية فيها؛ أنتم تفسدون أراضينا، وتحاصرون مقدساتنا، حفاظاً على أمن اليهود وضماناً لاستمرار نهبكم لثرواتنا”.
وتطرقت الرسالة إلى العراق، وكيف أن أكثر من 1.5 مليون طفل عراقي مات بسبب العقوبات الأمريكية، في حين أن العالم بأسره انتفض لموت 3 آلاف طفل أمريكي.
أرض الحرية المزعومة
وقال بن لادن: هذه المآسي والمصائب ما هي إلا أمثلة قليلة على ظلمكم وعدوانكم علينا”.
وشدد: “لقد أمر ديننا وعقولنا أن من حق المظلوم أن يرد العدوان، ولا تنتظروا منا إلا الجهاد والمقاومة والانتقام”.
وقال: “هل نتوقع بعد أن هاجمتنا أمريكا لأكثر من نصف قرن أن نتركها بعد ذلك لتعيش في أمن وسلام؟!”.
وردًا على الآراء القائلة بأن ما سبق لا يبرر العدوان على المدنيين الذين لم يفعلوا شيئًا، أضاف بن لادن: “إن هذه الحجة تتناقض مع المزاعم بأن أمريكا هي أرض الحرية، لأن الشعب اختار حكومته بمحض إرادته”.
وتابع: “هذا يعني أن الشعب يوافق على السياسة الأمريكيةوبالتالي دعمه للقمع الإسرائيلي في فلسطين واحتلال أرضهم”.
ولفت إلى أن إن الشعب الأمريكي لديه القدرة والاختيار لرفض سياسات حكومته، بل وحتى تغييرها إذا أراد ذلك.
اقرأ ايضا :
المملكة ودول الكاريكوم.. تبادل تجاري ومصالح مشتركة تمتد لأعوام
لقاء وسط التوترات.. ماذا بعد اجتماع الرئيسين الأمريكي والصيني؟
روسيا تحمّل صاروخًا بقدرة نووية على صومعة الإطلاق.. وهذه إمكاناته