جذب سلوك الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الغريب خلال جلسات محاكمته بتهمة الاحتيال بـ250 مليون دولار الأنظار بشدة نحوه.
وظهر ترامب وهو يحدق إلى الكاميرات ويهندم مظهره ويهمس إلى محاميه ويرفع يديه في الهواء، بالإضافة إلى خروجه فجأة من قاعة المحكمة خلال الجلسة.
والإثنين الماضي، كان سلوكه متعجرفًا على منصة الشهود، كما وجه انتقادات إلى القاضي وأعدائه السياسيين.
وتأتي محاكمة الاحتيال ضمن سلسلة طويلة من المعارك القانونية التي من المقرر أن يخوضها ترامب.
يأتي هذا في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس السابق للعودة إلى البيت الأبيض من خلال انتخابات الرئاسة 2024.
المحاكمات الجنائية
سيواجه ترامب 3 محاكمات في قضايا جنائية خلال النصف الأول من عام 2024، بالإضافة إلى أخرى لم يتم تحديد موعدها.
ويحاول الرئيس السابق المثير للجدل أن يجعل من محاكماته فرصة لعرض حملته الانتخابية، من خلال تضمين عبارات من خطاباته السياسية خلال شهادته.
ولكن من المرجح أن تكون محاكمات ترامب الجنائية مختلفة تمامًا عما حدث في قضايا الاحتيال.
وسيكون هناك قيودًا أكبر على سلوكيات ترامب، أصعب من تلك المتساهلة خلال محاكمته بالاحتيال المدني.
وفيما يلي أبرز الاختلافات بين المحاكمتين:
هيئة المحلفين
يُعد الفارق الأبرز بين المحاكمتين هو أن قضايا الاحتيال يحكم فيها قاض، بينما القضايا الجنائية تحكم فيها هيئة المحلفين.
وفي وجود هيئة المحلفين، يكون السماح بالسلوكيات المتعجرفة غير مقبول على الإطلاق.
ومن المرجح أن يطلب القاضي في المحاكمة من ترامب التوقف عن التحدث والإيماءات، في غير أوقات الإدلاء بالشهادة.
ومن الوارد أيضًا أن يقوم القاضي بتوجيه الشاهد عندما يقدم إجابات مشتتة لا تُجيب على الأسئلة بوضوح.
وتقول المدعية السابقة في مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، كاثرين كريستيان، إنه لا يمكن السماح لهيئة المحلفين بسماع الإجابات المشتتة.
وتضيف: “لو كان هناك هيئة محلفين خلال محاكمة ترامب في الاحتيال، لكان تم القضاء عليه تمامًا”.
الحضور الإلزامي
في القضايا الجنائية، يتم إلزام ترامب بحضور جميع الجلسات، على النقيض مما يحدث في القضايا المدنية.
وخلال محاكمة الرئيس الأمريكي السابق في قضية الاحتيال كمثال، كان يحضر الجلسات على حسب رغبته.
وهناك بعض الجلسات لم يحضرها ترامب، كما أن في بعضها كان ينسحب أثناء الجلسة.
ولكن في المحاكمة الجنائية سيُطلب منه حضور المحاكمة طوال اليوم، وكل يوم، ولن يسمح له بالخروج من القاعة برغبته.
وسائل الإعلام
من المرجح أن تفرض المحكمة ضوابطًا مشددة على وسائل الإعلام، لمع ترامب من استخدامها لصالحه.
وفي القضايا السابقة استغل ترامب وسائل الإعلام لانتقاد شهادة الشهود وقاضي المحاكمة، والحديث حول سباق اختيار رئيس مجلس النواب.
ولكن خلال قضيتيه الجنائيتين الفيدراليتين لن يُسمح له بذلك، ولن يكون من المسموح لكاميرات الأخبار بالتواجد حول ترامب.
وهذا يعني أن ترامب لن يكون قادرًا على التواصل مع المراسلين أو الجمهور لساعات طويلة خلال الجلسة.
اقرأ أيضاً:
أنتوني برات.. من هو ملياردير “الأسرار النووية” في قضية ترامب؟
5 محاور يعتمد عليها دفاع “ترامب” لنفي تهمة الاحتيال المالي عنه
ما هو قانون مكافحة المافيا المُستخدم ضد ترامب؟
