تدخل الحرب على غزة شهرها الثاني، مع تأخر واضح في تحقيق أي تقدم من إسرائيل على حماس للسيطرة على القطاع كما هددت من قبل.
ولا زالت حماس توجه ضربات وتلحق بقوات الاحتلال خسائر واضحة، منذ أن بدأت إسرائيل عمليتها للاجتياح البري الأسبوع الماضي.
وفي نفس الوقت، تستمر قوات الاحتلال في تطويق القطاع وشن غارات وتكثيف القصف على منازل المدنيين، والتي خلّفت ما يزيد عن 10 آلاف قتيل حتى الآن وتدمير مئات المنازل.
إدارة القطاع
تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتولي “المسؤولية الأمنية الشاملة” للقطاع إلى أجل غير مسمى بعد نهاية الحرب، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب وكالة “أسوشيتدبرس”.
وهذا يُظهر آمال إسرائيل في فرض سيطرتها على القطاع الساحلي، رغم مرور شهر على الحرب مع حماس.
ولأول مرة منذ اندلاع الصراع في 7 أكتوبر، أبدى نتنياهو انفتاحه على “فترات توقف قصيرة” لإطلاق النار، وفق ما نقلته شبكة ABC الإخبارية، أمس الإثنين.
وترغب إسرائيل من وراء هذه الخطوة في تسهيل وصول المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس وعددهم يزيد عن 200 رهينة.
ولكن رئيس وزراء الاحتلال استبعد في نفس الوقت أي اقتراحات لوقف نهائي لإطلاق النار، دون إطلاق سراح الرهائن.
وكان البيت الأبيض قال إنه لم يتم الاتفاق على هدنة إنسانية مقترحة من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع الجانب الإسرائيلي.
القضاء على حماس
منذ توجيه هجوم من حماس باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بداية أكتوبر، تعهدت سلطات الاحتلال بالقضاء على الحركة التي تسيطر على القطاع.
ولكن حتى الآن لا توجد خطة واضحة لما ستكون عليه إدارة القطاع، إذا حققت إسرائيل هدفها.
ولكن نتنياهو قال في تصريحات لشبكة “إيه بي سي” إن إسرائيل تستهدف تسليم إدارة القطاع لـ “أولئك الذين لا يريدون الاستمرار على طريقة حماس”، دون التطرق إلى التفاصيل.
وتابع: “إسرائيل ستتولى الإدارة الأمنية لفترة غير محددة، لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نملكها، عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية، فإن ما لدينا هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيله”.
ومن أجل ذلك، تكثّف إسرائيل من قصفها على منطقة شمال غزة التي يسكنها نحو 650 ألف نسمة، التي تقول إنها معقل لعناصر حماس.
وتزعم سلطات الاحتلال أن حماس تمتلك بنية تحتية واسعة في المدينة، من بينها شبكة أنفاق ضخمة، كما أنها تتهمها باستخدام المدنيين كدروع بشرية في الحرب.
وفي حين أن إسرائيل طالبت المدنيين في الشمال بالنزوح إلى الجنوب، إلا أن ممر الخروج الذي يُفترض أن يكون آمنًا تم قصفه أكثر من مرة.
وكان أبرز الأمثلة على ذلك قصف قافلة لسيارات الإسعاف تحمل مصابين، كانت في طريقها إلى معبر رفح للعبور بغرض العلاج في مستشفيات سيناء.
تداعيات الحرب
وبعد أكثر من 10 أيام على بداية الحرب، تم السماح لسيارات المساعدات الإنسانية بالمرور عبر معبر رفح المصري إلى الجانب الفلسطيني.
ورغم مرور مئات السيارات المحملة بالمواد الإغاثية دون الوقود، إلا أن حجمها ضئيل جدًا بالنسبة لما يحتاجه سكان القطاع الذين كانوا يعتمدون على المساعدات بشكل أساسي قبل الحرب.
ومن ناحية أخرى، فتحت الحرب جبهات أخرى لتوترات مع إسرائيل من بينها حزب الله، الذي انخرط بشكل رسمي في الحرب من الثامن من أكتوبر.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله المسيطر على جنوب لبنان الضربات الصاروخية عبر الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة.
من ناحية أخرى اندلعت الاشتباكات بين المتظاهرين المدنيين في الضفة الغربية، قُتل على أثرها نحو 160 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال.
كانت وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت الإثنين، أن عدد القتلى الفلسطينيين تجاوز 10,000 شخص، من بينهم أكثر من 4 آلاف طفل.
ولا زال هناك أكثر من 2300 شخص في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني المهدمة جراء القصف الإسرائيلي.
هذا في الوقت الذي تزعم فيه إسرائيل أنها قتلت آلاف المقاتلين من حركة حماس، في مقابل 30 جندي فقط في جيش الاحتلال.
إقرا ايضا:
الحرب في غزة تضع الأهمية السياسية لمجموعة السبع على المحك
مصر تعلق عمليات الإجلاء من غزة.. لماذا؟
من هو “يحيى السنوار” الهدف الرئيسي لإسرائيل في حربها على غزة؟