تقنية

فصول المستقبل.. الذكاء الاصطناعي التوليدي يقتحم قطاع التعليم

استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

استفاد قطاع التعليم من التطورات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، حيث أسهمت هذه التقنية في تحسين أساليب والتعلّم من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تعد بمثابة مساعد آلي متطوّر للعقل البشري.

وفي هذا الشأن، أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقريرًا عن الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج اللغوية الكبيرة؛ لرفع مستوى الوعي بهذه التقنيات المهمة في تنظيم وتطوير الأعمال في المملكة.

لماذا تستعين المؤسسات التعليمية بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي هي تقنية قادرة على إنشاء محتوى جديد على هيئة نصوص أو صور أو مقاطع فيديو أو غير ذلك.

ويتميز الذكاء الاصطناعي التوليدي على نظيره التقليدي بأنه نتائجه متنوعة ومتطورة، وهو ما يفتح الباب أمام إضافة إمكانيات غير مسبوقة في مجالات عديدة، منها التعليم.

ودفع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي المؤسسات التعليمية في العالم لإعادة رسم أهداف التعلم وطرق التقييم لديها لمواءمتها مع قدرات هذه التقنية.

ومن التجارب الأخيرة، توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي حلولًا مبتكرة لتعزيز تجربة التعلّم، من خلال استخدام قدراتها في التحليل العميق.

ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

ومع توقع العديد من خبراء التعليم في دول العالم تبنّي استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي كعنصر أساسي في أنظمة المؤسسات التعليمية، بدأت بعض المؤسسات بصياغة سياسات لاستخدامه.

أظهرت دراسة حديثة لمنظمة “اليونسكو” شملت أكثر من 450 مدرسة وجامعة في العالم أن أقل من 10% من هذه العينة قد وضعت سياسات أو إرشادات رسمية بشأن استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وبحسب “اليونسكو” تؤكد هذه السياسات احترام كرامة جميع الأفراد ومراعاة خصوصياتهم، ودعم العدالة وتكافؤ الفرص والشمولية مع منع إساءة استخدام هذه التقنيات بطريقة قد تلحق الضرر بالطالب والمعلم والإدارة التعليمية أو تؤثر سلبًا على العملية التعليمية.

وأطلقت جامعة “ستانفورد” الأمريكية موقعًا إلكترونيًا يضم السياسات والتوجيهات الخاصة بالجامعة بشأن تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على مبدأ النزاهة الأكاديمية ويقدم الموقع إرشادات واضحة لكل من الأساتذة والطلاب حول كيفية استخدام هذه الأدوات بطريقة مسؤولة وأخلاقية في البيئة الأكاديمية، كما توجد تجارب مماثلة في التعليم العام طُبقت في كل من اليابان، وأستراليا، ونيوزيلندا.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم

وللذكاء الاصطناعي التوليدي استخدامات كثيرة في التعليم منها، لإنتاج محتوى متنوع، مثل:

– النصوص: التلخيص والإجابة على الأسئلة.

– الصور: توليد الصورة من النص ومعالجة الصور وتحسين دقة الصور.

– مقاطع الفيديو: توليد الفيديو من نص أو صورة وتحسين الفيديو.

– الكلام: توليد الكلام من النص والتعرف على الكلام وتعديل الكلام.

ولا يعني الاستفادة من التقية بهذه الطرق لا يمكن الاعتماد عليها بصورة كاملة، إذ يشوبها مخاوف مثل عدم دقة بعض المعلومات، واحتواء النماذج على تحيزات، واحتمالية انتهاك حقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن ضعف القدرات الحسابية والمنطقية مقارنة بإمكانيات العقل البشري.

ومع ذلك، يحذر الكثير من خبراء الذكاء الاصطناعي من المخاطر المحتمل حدوثها في حال تأخر تطبيق وتنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم بصورة علمية صحيحة وبتشريعات تنظيمية مطبقة من أبرزها زيادة الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية إذ ستكون الدول المتقدمة قادرة على الاستفادة من هذه التقنية لتحسين جودة التعليم لديها بينما تظل الدول النامية قابعة في مرحلة تعليم متأخرة.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا التأخير إلى فقدان المؤسسات التعليمية الميزة التنافسية في التعليم على المستوى العالمي مما يؤثر على جودة التعليم وقدرات الطلاب في مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلية.

تاريخ تطوّر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

مرّ الذكاء الاصطناعي في التعليم بأربع مراحل كالتالي:

– المرحلة الأولى (1960 – 1974): ظهرت فيها برامج معالجة اللغات مثل إليزا “ELIZA” وبرنامج سكولار “SCHOLAR”.

– المرحلة الثانية (1975 – 1990): وجرى فيها تطوير أسس أنظمة التعليم الذكية.

– المرحلة الثالثة (1990 – 2010): ظهرت فيها شبكة الإنترنت التي كان لها دور في انتشار التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

– المرحلة الرابعة (من 2010): ظهر فيها تطور أنظمة المحادثة الآلية “Chatbots” وتقنيات تعلم الآلة والتعلم العميق وعلى أثره حقق الذكاء الاصطناعي تقدمات كبيرة في توليد النصوص والصور.